آراء وأعمدة

طارق جبريل يكتب حكاوى: «الباكيون».. أمنيات من القلب

طه بلحاج الأربعاء 17 يونيو 2020
tarik jibreel
tarik jibreel

AHDATH.INFO- طارق جبريل

في ظل هذا الحجر الذي يفرضه فيروس كورونا على الناس، أضحت أسطح العمارات السكنية والمنازل متنفسا ومكانا للتمتع بأشعة الشمس بعد أن كانت حكرا على الملابس والأغطية، تحتله كيفما شاءت وتمتص أشعة شمسه، ما إن تستيقظ سيدة السماء وتلحظ وجود البشر على كوكبنا إلا ويقفز الناس إلى الأسطح يزاحمون «الغسيل» والطيور التي تستريح أعلى الأطباق اللاقطة.

وأنت تتنفس أشعة الشمس تلك يلفت انتباهك حركة دؤوبة لا تخطئها العين لشابات وشباب يكنسون الأسطح و«البلكونات» بخطواتهم وهم يستظهرون دروسهم ويراجعونها في الصباحات الباكرة وحتى حين يختبئ الليل في الأزقة الضيقة، إنه موسم «الباك» دون شك، فلا أحد يمسك بدفاتر الدراسة هذا العام سوى تلاميذ «الباك» بعد أن فرض الفيروس شروط التعليم عن بعد واتخاذ قرارات تعليمية هامة جعلت السواد الأعظم من التلاميذ يتجه إلى عوالم «البلاي ستيشن» و«الفورتي نايت»، وحدهم تلاميذ «الباك» لا يزالون يقبضون على جمر المعرفة.

لا شك أن هذا «الباك» يمثل منعطفا مفصليا في حياة هؤلاء الشباب ويضع أرجلهم على السلم الأول نحو مستقبل التكوين الجامعي، لكنه بالمقابل أصبح «عفريتا» يقلق راحة الأسر ويرهق ميزانيتها بدروس الدعم ويجعل الأمهات والآباء يلهثون خلف أساتذة المواد التي تحتاج إلى تركيز عال وشرح مستفيض (الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض على وجه الدقة واللغة الفرنسية.. بل حتى التاريخ أصبحت له دروسه الخاصة)، إرهاق ذهني ومادي كبير يفرضه «الباك» ويجعل الكثيرين ينزلقون إلى هاجس الخوف على أبنائهم.

بالإضافة لكل هذا الرهق والخوف، الذي يثقب النفوس، هناك فئة أخرى تتحسب إشكالات ما بعد «الباك»، إنهم الأفارقة الذين يقيمون ويعملون بشكل قانوني في المملكة المضيافة، فقد تراءى لوزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، لحسن الداودي، أن يصدر مذكرة تمنع أبناء هؤلاء الأشقاء من الولوج إلى الجامعات المغربية حسب المنح الممنوحة لدولهم من طرف المغرب فقط لأنهم حصلوا على «الباك» من المغرب، فعوض أن تكون هذه ميزة تدعم تكوينهم الجامعي صارت وبالا عليهم، نسي «سي لحسن» أن أكبر حزب للمغرب خارج المملكة هو حزب الطلبة الذين تخرجوا من الجامعات المغربية وأصبح الكثير منهم في مراكز القرار في بلدانهم، مذكرة مجحفة تجعل الخوف يركض في أوردة هؤلاء الأشقاء خوفا على أبنائهم، أتمنى أن تكون انتبهت الوزارة المعنية لهذه المذكرة وألغتها تماما.

إنا لله.. «الباك» «عفريت» يطل من قمقمه كل عام على الأسر.. أمنيات قلبية لجميع «الباكيين» بالتوفيق مع الأمل أن تلغى «مذكرة الداودي».