ميديا

طنجة تستعيد صخبها وسط هدوء حذر لكورونا

محمد كويمن الاثنين 15 يونيو 2020
IMG_6451
IMG_6451

Ahdath.info

 

عاد الصخب إلى شوارع طنجة، واستأنفت حركة السير ضجيجها، وملأ المارة فراغ الأرصفة من جديد، وأضحت الحياة العامة بالمدينة تقاوم من أجل مواصلة العيش كسابق عهدها، وإن كانت الطبيعة لا تقبل الفراغ فهي أيضا لا تقبل من يعبث بها، لذلك يبقى الحذر من هدوء كورونا أكثر من ذروتها لتجاوز هذه الأزمة بسلام دون أي تهور غير محسوب العواقب كما يرى العديد من السكان، الذين خبروا فعلا معنى الحجر الصحي.

ويحاول أهل المدينة "تجاهل" إحصائيات الحالات المؤكدة الجديدة، بعدما صنفت طنجة في المنطقة الثانية، وظلت تتصدر حصيلة المصابين بكورونا على مستوى جهة الشمال، وتتأرجح أرقامها بين الصعود والنزول من يوم لآخر، في الوقت الذي أصبح الجميع يبحثون عن تحقيق كل "ظروف التخفيف".

وهو ما جعل الشارع العام يبدو في حالة "طبيعية" وهو يسترجع ذكرياته وعاداته ما قبل الجائحة، فقط انضافت "الكمامة" إلى قائمة المرفقات إلى جانب الهاتف النقال، فهناك من يستعملها بدافع الوقاية وآخرون يحملونها في غير موضعها كالمخاطب الذي يتعذر عليه الاتصال بدون تعبئة.

وساهم استئناف الأنشطة الصناعية والتجارية بالمدينة في عودة الاكتظاظ والازدحام بالشوارع، بالرغم من استمرار إغلاق مجموع من الأسواق، كما هو الحال بالنسبة لسوق "كاسبرطا" أحد أشهر الأسواق الشعبية بالمدينة، حيث أضحى تحريك عجلة الرواج التجاري رهان كل المسؤولين والفاعلين من أجل المساهمة في تعافي اقتصاد المدينة بالموازاة مع الرغبة في ارتفاع سريع في حالات الشفاء.

فيما تواصل الفضاءات العمومية والمنتزهات الطبيعية خاصة بغابة الرميلات وكاب اسبارطيل وكذا سواحل المدينة، الحفاظ على هدوئها في انتظار الانتقال إلى مرحلة أفضل من إجراءات التخفيف من تدابير حالة الطوارئ الصحية.

وإذا كان سكان المدينة يتمنون الوصول إلى مرحلة الصفر في تسجيل الحالات المؤكدة الجديدة، فإنهم يسعون أيضا إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد كورونا، بحرص العديد منهم على جعل الحياة تعود إلى وضعها الطبيعي بشروط صحية جديدة لم تكن تلقى الاهتمام المطلوب قبل انتشار هذا الوباء، حين كان الجميع يرون أن شعار "الوقاية خير من العلاج" فرض عين إذا قام به البعض سقط عن الباقي، ليكتشفوا في زمن كورونا على أنه الحل الوحيد المطلوب اتباعه كواجب مفروض على كل شخص لحماية نفسه وغيره لتستمر الحياة.