السياسة

امتحانات الباك.. اللمسات الأخيرة

طه بلحاج الخميس 04 يونيو 2020
MAPPH_20200602_0071_Hicham-Ferchi_map
MAPPH_20200602_0071_Hicham-Ferchi_map

AHDATH.INFO

منذ تحديد تاريخ الامتحانات الخاص بمرشحي الباكالوريا، شرعت الأكاديميات في التحضير لهذا الموعد، احتراما للتدابير والإجراءات الوقائية التي نصت عليها وزارة التربية الوطنية في ظل انتشار فيروس كورونا، وحفاظا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية.

وكان وزير التربية الوطنية قد صرح أمام البرلمان بأن الوزارة تعمل على تفعيل الإجراءات التنظيمية اللازمة من إعداد للمواضيع وتدبير لمختلف عمليات الامتحانات وتكييف الامتحانات بالنسبة للمترشحين في وضعية إعاقة وتدبير إيواء وإطعام الطلبة والمتدربين المستفيدين من الخدمات الاجتماعية.

وحفاظا على صحة المترشحات والمترشحين والأطر التربوية والإدارية والأطر المشرفة على تنظيم مختلف الامتحانات، شرعت الوزارة في اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية من تعقيم جميع مرافق مراكز الامتحانات عدة مرات في اليوم، وتوفير الكمامات ووسائل التعقيم وأجهزة قياس الحرارة، والعمل على احترام التباعد الاجتماعي، واستعمال بعض المنشآت الرياضية، والتخفيف من عدد المترشحين داخل المراكز وداخل القاعات، حيث لن يتعدى عدد المترشحين بكل قاعة 10 أشخاص بالنسبة لامتحان البكالوريا.

وتطبيقا لهذه الإجراءات، كشف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد أضرضور، أن أزيد من 15 قاعة مغطاة كبرى بالجهة سيتم الاستعانة بها في عملية امتحانات الباكالوريا 2020، المقرر إجراؤها، بصفة استثنائية، في شهر يوليوز المقبل بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19).

وأوضح أضرضور، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن قرار الاستعانة بهذه الفضاءات الرياضية، الذي اتخذ بتنسيق بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وقطاع الشباب والرياضة، يهدف إلى تجنيب المترشحين خطر انتقال العدوى بينهم، إذ إنها تستوفي شروط الوقاية من حيث التهوية وشساعة الفضاء التي تضمن تحقيق التباعد.

وتابع أن من بين مستجدات هذه الامتحانات، أيضا، إجراؤها داخل مدرجات جامعية، ضمانا لشروط الوقاية لكافة الأطر المشرفة وللتلاميذ المترشحين الذين يقارب عددهم 62 ألف مترشح، مفيدا بأن الأقسام التي ستكون مراكز الامتحانات لن يتعدى عدد المرشحين فيها العشرة عوض 20 مترشحا كما كان معمولا به سابقا.

والمستجد الآخر، يقول أضرضور، يتمثل في اتخاذ أقصى درجات الاحتياط لضمان سلامة التلاميذ، وكذلك الأساتذة والمفتشين والمديرين والطاقم التربوي المشرف على تنظيم الامتحانات، وذلك بمسايرة البروتوكول الصحي المتعلق بالتعقيم وتوزيع الكمامات وكل وسائل الحماية، لأن الهدف، يؤكد المسؤول، يتجلى في اجتياز التلاميذ الامتحانات في شروط صحية تضمن حمايتهم وحماية المجتمع المدرسي بصفة عامة.

وسجل أن مستجدا آخر يهم الفريق التقني الذي يتولى طبع واستنساخ أوراق الامتحانات في عملية تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، إذ إن هذا الفريق الذي يسمى «طاقم الاعتكاف » لكونه ينقطع عن العالم الخارجي، سيتم التعامل معه في هذه الظرفية بطريقة خاصة واستثنائية، من قبيل خضوعه لتشخيص صحي بتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات، يفضي إلى عزل داخل منازلهم لمدة معينة، على أساس أن يلتحقوا من مقار سكناهم مباشرة إلى الاعتكاف للاشتغال في استنساخ وطبع أوراق الامتحان، مضيفا أن طاقما احتياطيا سيعتكف بدوره في مكان آخر، تحسبا لما يمكن أن يحدث من قبيل إصابة أحد أفراد الطاقم داخل الفضاء المغلق.

من جهة أخرى، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لفاس- مكناس، محسن الزواق، إن 13 قاعة مغطاة ومدرجا جامعيا ستتم تعبئتها لتنظيم امتحانات الباكالوريا برسم السنة الجارية، المقررة استثناء في يوليوز المقبل بسبب وباء كوفيد 19.

وأوضح الزواق، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه مباشرة بعد نشر بلاغ الوزارة الوصية المتعلق ببرمجة امتحانات الباكالوريا، اتخذت الأكاديمية الجهوية جملة من الإجراءات المواكبة على مستوى التدبير واللوجستيك وكذا على الصعيد التربوي.

وتهم هذه الإجراءات تحديد عشرة تلاميذ بكل قاعة، وارتداء الكمامات بشكل إلزامي، بالنسبة للتلاميذ والمدرسين والأطر الإدارية طيلة فترة الامتحانات، وتطهير مراكز الامتحانات مرتين في اليوم.

وستهم هذه التدابير الرامية إلى ضمان السير الجيد لامتحانات الباكالوريا من خلال احترام المقتضيات الوقائية والصحية، أيضا، الامتحان الجهوي للسنة الأولى باكالوريا، الذي سيجرى في شتنبر المقبل.

وفي جهة طنجة تطوان الحسيمة، بلغ عدد المترشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا السنة الثانية على صعيد الأكاديمية 41 ألفا و74 مترشحة ومترشحا، وسيتم تشغيل أكثر من 250 مركزا.

تم تحديد مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية داخل مراكز الامتحان لضمان سلامة التلاميذ، على ضوء تحديد العدد الأقصى للتلاميذ المسموح به في حجرة واحدة في 10 تلاميذ ضمانا لمسافة الأمان، وستضع المؤسسات التعليمية رهن إشارة التلاميذ كمامات ومجموعة من الوسائل لكي تتم العملية ضمن شروط الوقاية.

وخارج مراكز الامتحان، تم إقرار تدابير احترازية على مستويين، أولا تسطير إجراءات وقائية داخل الحافلات المخصصة لنقل التلاميذ، وثانيا تمكين تلاميذ الداخليات من الإقامة في غرف فردية وتوفير النقل لمراكز الامتحان مع احترام التدابير الوقائية.

الإعداد للامتحانات من طرف مديري المؤسسات والأطر التربوية بدوره تم في جزء كبير منه عن بعد، وذلك لتقليص هامش الخطأ الذي يمكن أن يؤثر على سلامة التلاميذ. بالفعل، تم اتخاذ كافة الإجراءات وتوفير الوسائل اللوجستية على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وسلمت للمديريات الإقليمية، وسيتم تنزيلها على أرض الواقع في الأيام القليلة المقبلة حتى تضمن شروط السلامة لاجتياز الامتحان الوطني.

لتوفير الطاقة الاستيعابية ومسافة الأمان، سيتم اللجوء إلى المنشآت الرياضية والمدرجات الجامعية بتنسيق مع كافة المتدخلين. في مدينة طنجة تم توفير قاعة مغطاة، وكذلك بالنسبة لتطوان والحسيمة وشفشاون والعرائش، لأن القاعات المغطاة تضمن إمكانية وضع طاولات فردية واحترام المسافة بشكل واضح، إلى جانب اللجوء إلى الإعداديات والثانويات، فرفع الطاقة الاستيعابية ستمكن من الحفاظ على مسافة الأمان بين المترشحين.

على صعيد آخر، عقدت العديد من مديريات التعليم اجتماعات تنسيقية لتحديد الإجراءات التنظيمية النهائية المعتمدة تحضيرا لامتحانات البكالوريا، ويتم خلال هذه اللقاءات التذكير بمختلف التدابير الاحترازية والوقائية التي يتعين التقيد بها خلال هذه المحطة، في ظل الظرفية الحالية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وعلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والعمليات المتعلقة بالاستعداد لإجراء امتحان السنة الثانية بكالوريا، ومدى جاهزية مراكز الامتحان (المراكز والملاعب الرياضية وقاعات الجامعات)، وكذا توفر الأطر المكلفة بتدبير هذه المحطة الهامة.