مجتمع

فريق طبي مغربي يفك لغز فقدان حاسة الشم لمريض كورونا

سكينة بنزين الثلاثاء 28 أبريل 2020
Capture
Capture

AHDATH.INFO

تمكن فريق مغربي من تدشين مشروع بحث علمي يهدف إلى التعرف على الفيروس كورونا من خلال دراسة خلفيته الجينية وفهم مميزاته المُمْرضة وعلاقته بدماغ وتأثيره على الجهاز العصبي على المدى المتوسط والبعيد، وعلاقته بالأمراص العصبية الممزمنة ولتحديد العلاج مناسب له حسب حالة جهاز العصبي.

وقد تقدم بالورقة البحثية الطبيب المغربي الشاب ياسين ياشو، من ورزازات، والمقيم حاليا بأوسلو، وذلك تحت إشراف الأستاذ عبد السلام الإدرسي من جامعة نيويورك، والأستاذ أيت بنعلي من جامعة قاضي عياض بمراكش، مشكلين بذلك أول فريق بحث في العالم بأطر مغربية، يتمكن من فك لغز العلاقة مابين فيروس كورونا المستجد والجهاز العصبي وتأثيره على المستوى القريب والمتوسط والبعيد.

وأشار ياشو أن البحث سينشر قريبا في مجلة Nature، وخلص الفريق أن الفيروس قادر على الوصول للدماغ عن طريق استعمال الأعصاب، مثل عصب الشم، مشيرا إلى أنه عند دخول الفيروس من الأنف يمكن أن يستعمل الخلايا العصبية المسؤولة عن حاسة الشم والمرتبطة بالدماغ، أو عن طريق عصب vague الموجود في الرئة مما يؤدي إلى وصوله إلى الدماغ، ليتسبب في بعض الحالات في التهاب الدماغ، وبعض الأمراض العصبية التعفنية في الجهاز العصبي ككل.

و أوضح الطبيب المغربي أن الفيروس ليس هو العدو الحقيقي الذي يدمر الدماغ، بل الاستجابة المناعية، مثل حرب، فالمتحاربان هما الفيروس والخلايا المناعية، وأرض المعركة هي الدماغ الذي يتم تدميره بسبب مخلفات هذه الحرب.

وعن سبب فقدان حاسة الشم، الذي تم التعامل معه في عدد من الدراسات كمؤشر من مؤشرات الإصابة، استنتج الفريق المغربي أن فقدان حاسة الشم عند المصابين بفيروس كورونا هو مؤشر جيد للاستجابة المناعاتية، إذ ان فقدان الشم هو ناتج عن موت الخلايا العصبية بسبب الاستجابة المناعية فتعتبر الجندي الاول الذي يضحي بنفسه، وبذلك يستحيل على الفيروس الوصول إلى الدماغ لأن الخلايا التي من الممكن أن يستعملها كطريق تم تدميرها.

ويضيف البحث أن بعض الخلايا العصبية يوجد على سطحها بروتينات تشبه ملامح فيروس SARS-CoV-2 ، مما يدفع الجهاز المناعتي للمتعافين إلى مهاجمتها بشكل مستمر ومن تم تدميرها والذي قد يؤدي إلى أمراض مستعصية لدى المصابين بكورونا في المدى البعيد.

وأكد الفريق المغربي على ضرورة الوقاية من الفيروس، الذي يتم اكتشاف طبيعته يوما بعد يوم،وأن بعض مضاعفاته الخطيرة تظهر عند نسبة قليلة من المرضى قد تكون تحت 1 في المائة، خاصة تلك المرتبطة بالتهاب السحايا، أو  التهاب الدماغ ، الذي يعتبر من مضاعفات مرض كوفيد 19، وليس من أعراضه المباشرة.