الصحراء

بعد تهريب محكومين من السجن.. عودة الاحتجاجات إلى تندوف

متابعة الاثنين 24 فبراير 2020
z8nvI-668x329
z8nvI-668x329

AHDATH.INFO

بفعل حالة اليأس والإحباط السائدة في  المخيمات، تجددت الاحتجاجات المناهضة لقيادة «البوليساريو»، نهاية الأسبوع الماضي.

ورغم محاولات مليشيات الجبهة الانفصالية قمعها، فقد احتشد المئات من منتسبي قبيلة «أولاد تيدرارين» والمتضامنين معهم في وقفة احتجاجية أمام ما يعرف بمقر الكتابة العامة للجبهة في الرابوني بمخيمات تندوف.

الوقفة، التي تدخل في إطار غليان تعرفه المخيمات منذ مدة، نددت بفرار محكومين بالإعدام، أحدهما ابن أخت ممثل البوليساريو بالجزائر عبد القادر الطالب عمر، والمتهم  باغتيال قريبهم في القبيلة ولد البخاري بامبا عام 2005، والثاني ابن عم وكيل جبهة البوليساريو إبراهيم بيلا، مرددين شعارات مدينة لفساد قيادة جبهة البوليساريو.

المتظاهرون، الذين حملوا مسؤولية تهريب السجينين إلى قيادة الجبهة، طالبوا بضرورة فتح تحقيق في واقعة الفرار، والكشف عن المسؤولين عن عملية فرارهما، مستهجنين رفض زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لقاء وجهاء وأعيان القبيلة لتقديم شكوى بخصوص فرار السجينين، متوعدين بمواصلة الحركة الاحتجاجية والقصاص من المسؤولين.

وأمام الغليان، الذي تعرفه المخيمات وحالة التأهب في صفوف الميلشيات، سارع درك الجبهة كعادته إلى تطويق الوقفة الاحتجاجية، في محاولة للتضييق على المحتجين ومخافة امتداد الاحتجاجات إلى باقي مخيمات تندوف، حيث شوهدت العديد من سياراته وعناصره، موثقة في أشرطة منشورة، في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تتدخل لمحاصرة المتظاهرين.

وتعود شرارة الاحتجاجات المتواصلة، التي تعرفها المخيمات إلى الشهر الماضي، حينما أقدم مسؤولون بالجبهة على تهريب سجين متهم باغتصاب شابة صحراوية من السجن، حيث أفادت مصادر إعلامية أن مسؤولين بالجبهة الانفصالية ساعدوا متهما باغتصاب فتاة بمخيمات ما يسمى بـ«ولاية 27 فبراير» على الهروب من السجن، نظرا لعلاقته بقيادي كبير.

وأوضحت المصادر ذاتها أنه فور علم عائلة الضحية وساكنة المخيمات المذكورة بالخبر، سارعت إلى الاحتجاج أمام ما يسميه الانفصاليون بـ«الكتابة العامة للرئيس». وسبق للمحتجين أن اقتحموا مكاتب مسؤولين تنديدا بتهريب المتهم المذكور.

وفي محاولة لامتصاص الغضب المتزايد داخل المخيمات وخوفا من تطور الأوضاع إلى الأسوأ، أضافت المصادر نفسها، قامت بإصدار مذكرة بحث يوم 10 يناير الجاري، وعممتها في المخيمات، مشيرة إلى أن المتهم اغتصب الفتاة السنة الماضية وظل حرا طليقا إلى أن اندلعت انتفاضة بالمخيمات.

ولم تستبعد المصادر ذاتها بأن يكون المتهم، الذي تم تهريبه من السجن، مختبئا بمنزل أحد قيادات جبهة البوليساريو، الذي تربطه علاقة معه، في انتظار أن تهدأ الأوضاع بالمخيمات، في وقت يستمر فيه تدهور الوضع الأمني والاجتماعي بالمخيمات.