ثقافة وفن

النظام الجزائري يهدد الإعلام بعدم الحديث عن الرئيس تبون!

مجيد حشادي الاحد 16 فبراير 2020
687855298
687855298

 AHDATH.INFO

بينما يستعد الحراك الجزائري، تدشين سنته الأولى الجمعة القادم، واستمرار مطالبته بنقل السلطة للشعب، غير معترف بنظام تبون، يصر هذا الأخير على مواصلة العمل على تثبيت دعائم نظامه، متجاهلا مطالب الشعب.

النظام الجزائري الذي يصر على استمرار اعتقال عدد من رموز الحراك، ومعاندة مصالح الشعب، في الاستمرار بالإغداق على عصابة البوليساريو، ثم تجاهل الوضع الاجتماعي الداخلي الملتهب، ودفع هبات بالمليارات لجنوب إفريقيا، فقط من أجل معاندة جاره.. بعد كل هذا لايتورع كذلك في التضييق على الإعلام الخاص، ساعيا إلى العودة إلى مرحلة الصوت الواحد في زمن النظام الشيوعي.

فبعد اعتقال مدير عام قناة النهار، وهو الاعتقال الذي كشفت بخصوصه وسيلة إعلام جزائرية، أنه ضمن مخطط للإجهاز على الإعلام الخاص، جاء الدور على صدور التعليمات بعدم نشر أي خبر عن الرئيس، إلا من خلال البلاغات التي تصدرها الرئاسة، وإلا اعتبر صاحبها خارج القانون.

رئاسة الجمهورية التبونية، قالت لوسائل الإعلام الجزائرية، إنه للمرّة الثانية، "ننبهكم " بعدم نشر أي أخبار تتعلّق بنشاط الرئيس عبد المجيد تبون الوطني والدولي، خارج ما تبثّه القنوات الرسمية.

الرئاسة التي قالت في بيان لها، أنها "تذّكر" وسائل الإعلام الوطنية الخاصّة، بأن كلّ الأخبار ذات الطابع البروتوكولي، أو المتعلقة بالعلاقات الدولية في جانبها الخاصّ بنشاط السيد رئيس الجمهورية، تستسقى حصرًا من مصدرها الرسمي برئاسة الجمهورية، أو عبر بيانات تنشر عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية، حذرت كذلك مختلف وسائط ومنصّات الاتصال من نشر هذه الأخبار.

وهددت رئاسة الجمهورية ، بملاحقة كل من لايلتزم بهذه التعليمات، وحملته المسؤولية كاملة في هذا النشر، مع مايستتبع ذلك من عقوبات مالية وحبسية.

هذا التهديد الصادر عن الرئاسة الجزائرية، هو الثاني الذي يصدر محذرا السلطة الرابعة بعدم الحديث عن الرئيس تبون، خاصة بعد أن كانت وسائل الإعلام تتابع ملف كوكايين وهران، والذي يوجد إبنه من ضمن المتابعين فيه، حيث اعتبر هذا التحذير يهم كذلك هذا الملف، باعتبار الحديق عن نجل الرئيس هو مس بهيبة الرئيس نفسه.

وكان التحذير الأول للرئاسة قد أثار جدلًا في الأوساط الصحفية، لكونه يفرض على وسائل الإعلام التقيد بما تنشره الرئاسة، وهو ما قد يتعارض مع العمل الصحافي القائم على البحث عن المعلومة من مصادر ونشرها.

كما اعتبرت بعض الجهات أن الغرض من هذه التهديدات، والتي تتخذ في شكلها احترام أخلاقيات المهنة، لكنه في العمق، هي محاولة لصنع بوتفليقة جديد، غير قابل للنقد، خاصة وأن الرئيس تبون، لايتمتع بنفس الكاريزما التي كان بوتفليقة يحوزها في بداية حكمه، كما أن مسار تبون، والذي يعد من عناصر النظام المغضوب عليه شعبيا، لايجعله ينال ثقة الشعب.

كما أن تورط نجله في عمليات فساد، لايزال يحاكم من أجلها تجعله في موقع لايستطيع فيه أن يمثل بجدارة النظام الذي دفع به نحو الواجهة، وبالتالي فلامجال لنجاحه إلا أن يتم تهديد الإعلام بتناول شخصيته، وترك الفرصة للنظام لصنع الشخصية التي يرغب في هو في تسويقها عنه بعيدا عن تناول الإعلام الخاص.