السياسة

تفاصيل التقرير الملكي حول المرصد الإفريقي للهجرة

ومع الثلاثاء 11 فبراير 2020
cloture-U-A-1-504x300
cloture-U-A-1-504x300

AHDATH.INFO

أكد تقرير صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة بالمغرب، والذي قدمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الإثنين، أمام القمة العادية الـ33 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، أنه بفضل المرصد، الذي سيحتضن المغرب مقره، "ستتوفر إفريقيا على أداة للمساعدة على اتخاذ القرار".

وأوضح التقرير أن المعطيات الدقيقة والقوية حول الهجرة تشكل أدوات ضرورية لإعداد سياسات واضحة وفعالة ومطابقة للواقع، كما ستمكن "تلك المعطيات من تحديد وجهات مواطنينا وشبابنا ونسائنا وأطفالنا ومعرفة مساراتهم ومعرفة الأخطار والتهديدات التي يواجهونها والدوافع التي جعلتهم يهجرون أماكنهم"، مضيفا أن الأمر يتعلق "بالاستباق والعمل ليس من أجل الإضرار بالمهاجرين ولكن من أجل توفير ظروف أفضل للعيش تسمح لهم بالانخراط في تنمية القارة" .

وأبرز التقرير أن المرصد الإفريقي للهجرة هو مؤسسة تابعة للاتحاد الإفريقي تتمحور وظائفه "حول ثلاثة محاور تهم الفهم والاستباق والعمل"، والتي ستسمح أنشطته، بطبيعتها التقنية والعملية، بتكوين معرفة دقيقة بظاهرة الهجرة ورسم صورة إفريقية عنها والعمل على توحيد سياسة فعالة حولها".

وحسب التقرير، ستوفر هذه الآلية الجهوية لجمع وتحليل وإدارة وتبادل المعطيات رافعة لتنمية إفريقيا، مبرزا أن المعطيات لن تمكن من معرفة درجة تأثير المهاجرين على القطاعات الرئيسية للتنمية فحسب، بل ستسمح بتقييم السياسات العمومية للدول الإفريقية في قطاعاتها الاقتصادية وزيادة تأثير الهجرة على التنمية سواء تعلق الأمر بالدول المصدرة للهجرة أو دول الاستقبال لها.

وأوضح جلالة الملك أن إفريقيا ستربح أيضا آلية في خدمة التنسيق حيث سيتطلب المرصد تنسيقا مزدوجا على المستوى الوطني بين مختلف القطاعات، وعلى المستوى القاري بين مختلف التجمعات الاقتصادية الجهوية، معتبرا جلالته أن توفير قاعدة بيانات محينة وشاملة وقابلة للمقارنة على الصعيد الجهوي والدولي هي مسألة حيوية في توحيد المنهجية في ما يتعلق بجمع وتحديد المفاهيم.

وأكد جلالة الملك أن "الدور الرئيسي للمغرب في وضع تصور حول المرصد وتطويره وتفعيله ينسجم مع تعهداتنا المرتبطة بحكامة جديدة للهجرة"، مسجلا جلالته أن المغرب "لن يذخر جهدا لاتخاذ كل خطوة كفيلة بتجسيد مقترحنا" لإحداث المرصد الإفريقي للهجرة.

ونوه جلالته بأن "المغرب كان وفيا لتعهداته"، بوضعه رهن تصرف المنظمة مقرات حديثة ومجهزة تتماشى مع المعايير والمحددات الدولية لاستضافة هذه الآلية الجديدة، كما وفر جميع الشروط الضرورية لإعطاء الانطلاقة الفعلية لأنشطته".

وهكذا، من خلال هذا التقرير، يشرف المغرب، الذي يقرن أقواله بأفعاله، أن يعلن عن الانطلاقة المقبلة للمرصد الإفريقي للهجرة مباشرة بعد انتهاء أشغال هذه القمة. وانطلقت، أمس الأحد بأديس أبابا، أشغال القمة العادية الثالثة والثلاثين لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الإفريقي، بمشاركة المغرب.

وفي ما يلي النقاط الرئيسية في تقرير صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة بالمغرب :

- تعاني الهجرة في إفريقيا من الانطباع الخاطئ، حيث يتم ربطها حصريا بالفقر، بيد أنها ظاهرة لها دوافع أخرى مثل التغير المناخي، الذي يشكل أحد الدوافع القوية للهجرة في إفريقيا.

- تعتبر إفريقيا القارة الأكثر تأثرا بظاهرة "الهجرة البيئية" الجديدة، إذ من بين 140 مليون مهاجر محتمل بسبب التغير المناخي، أي ما يناهز 86 مليون شخص، ينتمون إلى إفريقيا جنوب الصحراء، في أفق 2050.

- الهجرة عامل للتنمية، خلال سنة 2018 حو ل المهاجرون ما قيمته 529 مليار دولار إلى بلدانهم الأصلية. وتعتبر إفريقيا أقل القارات تلقيا للأصول المالية بمبلغ يقدر بـ46 مليار دولار مقابل 143 مليار دولار في شرق آسيا والمحيط الهادئ و131 مليار دولار في آسيا الجنوبية و88 مليار دولار في أمريكا اللاتينية و59 مليار دولار في أوروبا وآسيا الشرقية.

- الهجرة العالمية ليست إفريقية، حيث أن أقل من 14 في المائة من المهاجرين هم أفارقة، أي أقل من مهاجر واحد من بين 5 هو إفريقي.

- الهجرة الإفريقية هي هجرة داخلية، إذ يهاجر أقل من 3 في المائة من سكان القارة نحو الخارج. كما أن مسار الهجرة الإفريقية ليس جنوب-شمال وإنما جنوب جنوب. ومنذ 2005 ارتفعت الهجرة جنوب-جنوب بشكل سريع بالمقارنة مع الهجرة جنوب-شمال.

- المرصد الإفريقي للهجرة يأتي استجابة للمتطلبات الهيكلية في مجال توفير المعطيات الدقيقة حول الهجرة. كما أن المعطيات المتعلقة بالهجرة نادرة وأساسية وتستند إلى فكرة رئيسية تجعل التطوير الملموس للمعطيات كما وكيفا أساس الحكامة الجيدة للهجرة.

- المرصد الإفريقي للهجرة هو مؤسسة تابعة للاتحاد الإفريقي تتمحور وظائفه حول ثلاثة محاور تهم الفهم والاستباق والعمل.

- بفضل المرصد، الذي سيحتضن المغرب مقره، ستتوفر إفريقيا على أداة للمساعدة على اتخاذ القرار حيث تشكل المعطيات الدقيقة والقوية حول الهجرة أدوات ضرورية لإعداد سياسات واضحة وفعالة ومطابقة للواقع.

- ستوفر هذه الآلية الجهوية لجمع وتحليل وإدارة وتبادل المعطيات رافعة لتنمية إفريقيا. - ستربح إفريقيا أيضا آلية في خدمة التنسيق حيث سيتطلب المرصد تنسيقا مزدوجا على المستوى الوطني بين مختلف القطاعات وعلى المستوى القاري بين مختلف التجمعات الاقتصادية الجهوية.

- كما يعتبر المرصد أداة لتفعيل ميثاق مراكش للهجرة والذي يقر بضرورة التوظيف الأفضل للمزايا العالمية للهجرة مع الأخذ بعين الاعتبار الأخطار والتحديات المطروحة أمام المهاجرين والتجمعات في الدول المصدرة للهجرة ودول العبور والاستقبال.

- يقترح المغرب استضافة النسخة الأولى للمنتدى الجهوي الإفريقي يوم 10 دجنبر 2020 لتنزيل ميثاق مراكش. وسيشكل هذا المنتدى اجتماعا تحضيريا إفريقيا لمؤتمر دراسة الهجرة العالمية لسنة 2022.

- يعرض المغرب تقاسم تجربته الوطنية في مجال تدبير الهجرة المعترف بها من طرف الأمم المتحدة كنموذج يمكن أن يحتذى به لدى باقي الدول الإفريقية الشقيقة التي ترغب في ذلك.

- تهدف الإجراءات المتخذة من قبل المغرب لمكافحة تهريب المهاجرين إلى جانب تبني الإطار القانوني في مجال مكافحة الاتجار بالبشر إلى الحد من وضعيات الهشاشة والمخاطر التي يواجهها المهاجرون، ناهيك عن حماية واحترام حقوقهم.

- تشكل سياسة المغرب للهجرة بعدا جوهريا في السياسة الإفريقية للمملكة في ما يتعلق بمواجهة الأسباب الحقيقية وراء الهجرة.

- من خلال الاندماج بين ثنائية الهجرة والتنمية ضمن إطار سياساته العمومية، ساهم المغرب في تشجيع الإقلاع والتنمية والازدهار للقارة الإفريقية في مجملها.