ثقافة وفن

المنتوج الموسيقي المغربي في موسم 2019.. استمرار الهدر الموسيقي

حسن حليم الاحد 12 يناير 2020
055000ad2b
055000ad2b

 

Ahdath.info

بعض من المنتوج الموسيقي المغربي للموسم الفني 2018/2019 ابتعد مسافات عن دائرة الإبداع والرقي، التصق بالكلام البسيط المباشر والجمل الموسيقية التي لا تحترم معايير الإحساس والمشاعر. لم يستطع صانعوه مخاطبة أحاسيسنا، بل اجتهدوا في جمع ولم كلمات مشتتة وألحان غارقة في الإبتدال، غير متناسقة، لا تحترم ذكاء المستمعات والمستمعين والجمهور عامة.

فأصبح من السهل إخراج أغنية بمقاسات غير مدققة، سهر على صنعها ملحنون وكتاب كلمات وموزعون لم يجهدوا أنفسهم في البحث والتنقيب عن ألحان وأشعار وتوزيعات تخضع لمقاييس فنية أكاديمية صحيحة، تنهل من هويتنا الثقافية والفكرية والفنية، وجدوا ضالتهم في الإيقاعات الجاهزة التي تحرك الجسد فقط، ولا تلامس دواخل الجمهور.

فدخلت الأغنية زمن الهدر الموسيقي والعبث الفني، وصارت معها المنتوجات الموسيقية من دون معنى، تنتهي مع انتهاء الأداء. لأن صناعة هذه الأغاني، ارتبطت أساسا بغرف مغلقة، سميت باستوديوهات التسجيل والتوزيع، لا تتجاوز مساحتها أمتارا، جهزت بوسائل وإمكانات تقنية عالية الجودة، عوضت المشاعر والأحاسيس. هي عبارة عن ترسنة من المنتجات الموسيقية المتنوعة، خزنت في أسطوانات صلبة، تؤدي أدوار أجواق موسيقية، فغاب صوت الكمان الحي والعود، والإيقاعات التي كان "الطر" سيدها، ليدخل العرض الموسيقي في متاهة الإبتدال ومعه العازفون في عطالة.

منتوج موسيقي إن انتقده البعض، فقد وجد له معجبين دافعوا عنه بشراسة. طبعا هناك أعمال أخرى ولو بقلتها احترمت ذكاء الجمهور ولامست فضاءات الرقي.

وأنت تحاول الإمساك بخيوط حصيلة المنتوج الموسيقي المغربي لموسم 2018/2019 ... تجد أمامك جدارا يصدك ويحولك ويوجهك نحو أجناس موسيقية تسقطك في التيهان ،لتتجاذب بين مسالك متشعبة اختلطت فيما بينها لتحجب عنك الرؤية والصورة الحقيقية لواقع الإبداع الموسيقي المغربي الذي تريد رصده وتحليله والخروج بفكرة نقدية واضحة المعالم...

هذا التيه يفرض عليك منذ البداية تلمس معبر واحد ووحيد يضعك بين إطارات الرصد السطحي والرقمي التشخيصي التوثيقي وتصبح في النهاية كل الاتجاهات الموسيقية مسموحا بها ومستباحة في الأعمال الفنية..

وهنا تفقد مساحات الزجاج الأمامي المطاطية وتصبح السياقة محفوفة بالمخاطر، والوضوح شبه منعدم أمام زخات هجينة فاقدة للهوية المغربية.. مما يؤدي الى حجب الرؤية...

حوالي70 عمل موسيقي جمع مختلف الأجناس من "راي" و"أمازيغي" و"شعبي" و"ريكي" و"صالصا" و " بوب" و "روك" و"كونتري" و"فلامينكو"" وأندلسي" و"غرناطي" و"شكوري" و"صحراوي" و"ملحون"... في توليفات هجينة خاطئة.

قد يبدو الأمر في أول وهلة أن تركيبة هذه الأنماط معقولة ، تدخل في إطار التنوع والبحث في التراث.. لكنها في حقيقة الأمر غير طبيعية وعشوائية وتوظيفها بكل أسف غير سليم البتة.. استعملت بطريقة سطحية فولكلورية بمعناها السياحي وبرؤية غير عميقة وغير مدروسة... وهكذا تنحبس شرايين الذكاء ونسقط في "البريكولاج..".

الفنان عبد الواحد التطواني

الأغنية المغربية لأنها غارقة في التهجين والابتذال، ابتعدت مسافات عن خصوصيتها, وهي التي ولدت من رحم التراث المغربي من ملحون وأندلسي وغرناطي وعيوط والموسيقى الأمازيغية والأطلسية والموسيقى الصحراوية والشكوري ،مع الاسف انسلخت عن هويتها تحت شعار التجديد .لقد هدم كل مابناه بناها الرواد الاوائل . مانراه الأن ونسمعه هو استنساخ من الغرب وبطريقة مقرفة ولا حل سوى بإرادة سياسية قوية لأجل العودة إلى الطريق الصحيح والعودة إلى خصوصيتنا والحفاظ على تراثنا الفني الإنساني .

يجب إعادة قراءة المخزون الفني التي تحتفظ به الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية في خزانتها. ومن هنا أناشدها بتسريع رقمنة الكنوز التي تمتلكها وأن يتم إطلاقها على منصة موقع الشركة بدل ان نراها مثلا على اليوتوب مشوهة أو ناقصة وستكون هي الرابحة ماديا .

وأدعو أيضا إلى العودة إلى نظام إنتاج الأغنية المغربية و تطعيم الجوق الوطني بعناصر جديدة والعودة إلى اللجن الموسيقية . و أنا كلي يقين بأن هذا سيعود بالنفع على الجميع وفي زمن قياسي أناشد أيضا السلطات العليا لأجل خلق المجلس الأعلى للموسيقى فالأغنية سلاح خطير إذا حسن استعماله سنستطيع بناء أجيال تحترم العادات والتقاليد والقيم والمقدسات ولكن بدون تهافت ولا ترامي ولا محسوبية ولازبونية.

فما نراه اليوم خصوصا في الموسيقى المغربية شئ يدمي القلب باسم الدبلومات الفارغة أو السيرة الذاتية المحشوة والمملوءة بالكذب لأجل المزيد من الإمتيازات على الجميع أن يعرف بأن الفن مراة الشعوب و تهذيب وترقيق المشاعر وليس ما نراه اليوم من عنف لفظي في الملاعب وسماع مصطلحات جديدة أضيفت إلى قاموسنا مثل الكريساج والتشرميل وكلام سوقي وإباحية وكل ما لا يمث بصلة لهذا الوطن الكريم. على الجميع أن يعرف بأن الأغنية المغربية كانت تساهم قبل في السلم الإجتماعي وحتى في القضايا الوطنية الكبرى مثل أغاني المسيرة الخضراء الأن ما أرى كحصيلة هو الخراب. .

وحتى تكون عملية رصدنا للمنتوج الموسيقي للمرة الثالثة على التوالي ذات جدوى وتهدف الى تتبع وملامسة ما يقع داخل الساحة الفنية ،استطعنا تجميع هذا المحصول الموسيقي بصعوبة كبيرة نظرا لعدم توفر المؤسسات الوصية على مرصد او خزانة ذات طابع توثيقي على الأقل...

ونظرا كذلك الى تشتيت مداخل القنوات الرسمية التي كانت تمر منها جل الأعمال الموسيقية كالإذاعة والتلفزة الوطنية ولجنتي الكلمات والألحان التي تم تشميعها وترك الأبواب الأخرى مشرعة كاملة لا حسيب ولا رقيب عليها، تمر كالسلع المهربة التي يتحاشى أصحابها أعين الجمارك... في حين أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" و"اليوتوب" و"الواتساب" و"الميسانجر" و"التويتر" و"استنغرام" وأخرى، معابر وأنفاق تطل منها هذه المنتجات..

فيغيب الضبط والتدبير المعقلن الخاضع لأليات أكاديمية... عكس ماكان يحدث سابقا ،إذ كانت اللجن المختصة تضع هذه المنتجات الموسيقية تحت المجهر وتتم عملية تمحيصها قبل وصولها الى الجمهور الذي يعطي حكمه الأخير عليها، حسب أذواق وأحاسيس كل واحد منهم طبعا.

في غياب كل هذا، أرتأينا القيام بعملية رصد هذه المنتجات الموسيقية وضبطها وحصرها قبل الحكم عليها من الناحية التقنية والفنية... طبعا فإن العملية مرهقة جدا.. إذ تطلب منا الأمر استعمال وسائل الاتصال وغوغل التي سهلت علينا المأمورية...

كان علينا أيضا وضعها تحت المجهر واجراء عمليات تشريح جد صعبة لتجزيئها صورة وكلمة ولحنا وأداء لكي لا تنسل جميع الخيوط من أيدينا، واتضح لنا أيضا أن أغلب هذا المنتوج الموسيقي ابتعد صانعوه كثيرا عن تماس الإبداع الراقي، وتخلوا عن دورهم في إحياء مشاعرنا وتقويتها.

اختاروا الرداءة التي جفت قلوبنا من كل ماله صلة بالإحساس، واكتفوا بالقشور وتركوا اللب جانبا، فتاهت هذه المنتوجات في "البريكولاج" وقصت أجنحتها فاختل توازنها وصارت ورقة في مهب الريح، تتطاير بين تيارات العبث الموسيقي. اكتشفنا أيضا أننا لم نلو على شيء، طارت العصفورة من بين أيدينا، ولم يبق سوى ريشها.

وبعد الإستماع إليها بإمعان، وبنظرة الناقد الموضوعي ،لم نحس بذلك الدفء الذي يدب حرارة الإعجاب فينا، أدركنا حينها أننا نمر من مرحلة الفراغ والتيه، لاتناسق بين الجمل الموسيقية، ولا تناغم مع المقامات والألحان والإيقاعات، ولاشاعرية تذكر في الكلمات. هي مجرد قطع غيار متلاشية، ضمت بعضها البعض، لتعطينا شكلا جديدا ،غريبا عنا، سماه البعض إبداعا جديدا شبابيا، تارة بعلة البحث عن الجديد لتطوير الأغنية المغربية وإدخال إيقاعات حديثة مستنبطة من التراث الخليجي، الهندي والغربي، وتارة أخرى بحجة إعادة الإعتبار للمنتوج الموسيقي المغربي وإخراجه من المحلية الضيقة إلى العالمية.

فاختلطت أمور عدة على ما سمي بالملحنين والموزعين وكتاب الكلمات الجدد. هي هكذا من أولها ،جافة ،جوفاء. رغم محاولة البعض تنميقها بمساحيق ذات ألوان غير متناسقة، تحكمها مقاييس( اللايكات والجيمات والبارطاج)،لاتترك أثارا في الفؤاد، يهتز لها الجسد قبل القلب.

بالمقابل ظل بعض الفنانين وفيين لأحاسيسهم ومشاعرهم، احترموا أذواق جمهورهم، وخلقوا المتعة من خلال عرض موسيقي محترم. (نعمان لحلو ...محسن جمال، أسماء لمنور، يوسف الجريفي، البوريقي، مراد الأسمر،محمد الزيات ،كريم التدلاوي، حياة الادريسي)

الفنان نعمان لحلو

"هناك اشياء جميلة شكلا وليس مضمونا ، وفي نظري مضامين هذه الاغاني يتميز بالشعبوية، وهذه الميزة انتقلت من القطاع الخاص إلى العمومي (السهرات.....).صحيح ان هناك تطويرات على مستوى الشكل (التوزيع الموسيقي والصورة)،لكن هناك عبث في النصوص والكتابة.. هناك حريات تجاوزت الخطوط الحمراء، كلامي هذا لا يعني فرض رقابة على الابداع. ما يكتب لايرقى إلى مستوى الابداع، بل تجاوزه إلى المس بالمقدسات.. يجب تطوير افكارنا في هذا الميدان".

تحقيقنا هذا تحكمه لغة تقنية أكاديمية موضوعية، مبنية على حس نقدي ينهل من الإحساس، ويتجنب لغة الخشب، يحيط بكل الحدود التي تؤطر أغنيتنا المغربية.

استمر المنتوج الموسيقي في نفس التركيبة الغريبة. لاهي بالمغربية ،تمتح من تراثنا وثقافتنا، ولاهي بالخليجية والشرقية، هي فقط خليط من الأنماط الموسيقية الهجينة، لاهوية لها.

النقيب أحمد العلوي

"هناك ثوابت أخلاقية ومعرفية لابد من التقيد بها، و أنه إذا قارنا بين الجيل الأول الذي أسس للأغنية المغربية وكذا الجيل الثاني والثالث ...هذه الأجيال الثلاثة رسخت للذاكرة المغربية، لأنه ببساطة كان هناك إبداع ،مازلنا نستمتع به لحد الأن ، وكان أيضا رقي وطرب صحيح. هناك سبعون في المائة من الأعمال الحالية متشابهة جملة وتفصيلا. واتساءل ..هل مازلنا في إطارنا؟ هل تمسكنا بتراثنا ؟ .

الجيل الحالي اهتم أكثر باستغلال وسائل التبليغ من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ولم يحاول الاهتمام بالقيمة التراثية والحفاظ على هويتنا التي فقدت.... عندما أعيد الاستماع إلى هذه الأعمال ،أتساءل هل هذه الاعمال مغربية ام غربية ام شرقية، وأن الكلام الذي تبنى عليه أو اللهجة فقد مستواه ومعناه . هناك نمطية في تناول المواضيع .

لاحظ معي كيف استطاع الجيل الحالي أن يطور موسيقى الالة والملحون من دون أن يمس بهويتهما، واحتفظ بالأصل، وأضاف لمسات جميلة. وهنا يتضح أن هناك فرق بين يخدم بالعقل ومن يخدم بعشوائية، وأظن أن السبب واضح يكمن في التسابق نحو الشهرة المفبركة ونحو المادة والتباهي بالأرقام.

لكي تصل أغنيتنا إلى العالمية لابد أن تترجم إلى جميع اللغات، مثل أغنية " ليلي طويل" ليونس ميكري التي وصلت إلى هذا المستوى. الإعلام المغربي المسموع والمرئي ساهم بقسط وافر في تدني مستوى الأغنية، باستثناء الإذاعة الوطنية والجهوية وبخاصة إذاعتي طنجة والدار البيضاء لهما نظرة إيجابية، وخطهما التحريري واضح المعالم، ومازالا يقاوما هذه الثورة الرقمية. سؤوال ،هل هناك إرادة من طرف الدولة والإعلام الرسمي لتجاوز هذا العبث ؟".

هو نجاح شكلي دفع فنانين، أغلبهم خريجي برامج المسابقات الغنائية، في محاولة لبلوغ ما وصل إليه لمجرد، لينتشر هذا النمط من الأغاني كالفطر، تحكم فيه لوبي مكون من موزعين، كتاب كلمات، ملحنين، مطربين، إعلاميين، قنوات تلفزية، إذاعية، أكل الجميع من نفس الصحن، حاولوا جميعا استخدام أدوات حديثة من أجل الانتشار والشهرة، مستغلين عالم الفضاء الأزرق، ومسخرين جيشا من الجمهور لا يعرف سوى النقر و"اللايكات" و"الجيمات" و"البارطاج". فكانت الحصيلة امتدادا لهذا النمط، واستمر نفس العبث الموسيقي، المبني على كلام أجوف، خال من الشاعرية وتوزيع غريب عن الهوية المغربية، جمل موسيقية وإيقاعات خليجية، الصقت قهرا على أغاني مغربية، لا تخاطب الوجدان الداخلي.

الفنان محمد الزيات

" الحصيلة لا ترقى إلى تطلعات الناقدين والمتخصصين في ميدان الموسيقى وخاصة الاغنية المغربية الاصيلة القديمة الكلاسيكية والتي كانت تؤدي رسائل عديدة وتتميز بجمالية على مستوى الكلمة واللحن والاداء الموسيقي...وما هو جميل في هذه الحصيلة هو كيفية تعامل الموزعين الموسيقيين مع الالحان ومع التوزيعات الموسيقية واستغلال التكنولوجية المتاحة في مجال التوزيع الموسيقي( الميكساج والماستورينغ) هذه اشياء تحسب لهم وكذلك تعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هذا العبث والميوعة ، هي اشياء لا قيمة لها على المستوى الابداعي".

بعد تمحيص لبعض من هذا المنتوج الموسيقي ووضعه تحت المجهر، تبين لنا وبشكل مفضوح ومع سبق الإصرار والترصد ،أن هناك مجموعة من الملحنين والموزعين وكتاب الكلمات تحكمت في أغلب الإصدارات الفنية، وضع أعضاؤها خطة مدروسة للسيطرة على الساحة الموسيقية، في ظل غياب مؤسسات فنية قادرة على التصدي لهذا التعويم الفني الذي أصاب أغنيتنا المغربية، وحولها من عالم الإبداع إلى فضاءات الابتدال و"البريكولاج"،لم تمنعها من الانتشار داخل وخارج الوطن، فصار لها جمهورها الخاص ،واحتضنتها قنوات فضائية وإذاعية، حولتها إلى شهرة زائفة.

الفنان عبد الواحد ديبان

" بعد الفترة الحافلة بالإبداعات توالت النكسات لان مشعل الأغنية المغربية لم يجد من يحمله بصدق و مسؤولية وامانة الا قلة قليلة من الفنانين تحاول رغم العراقيل ان تحافظ على بريق هذا الفن الأصيل ولو ان المحاولات خجولة في زمن الرداءة والإسفاف زمن اصبح يؤمن بالبوز اعتمادًا على مواقع التواصل عبر الإنترنت لا ينتج لنا سوى أغاني تعيش مدة لا تتجاوز شهر أو شهرين كأقصى حد ممكن..

كما اسهم في ذلك المشهد الإعلامي بجميع آلياته للترويج لمثل هاته الأعمال التي لا تمثل الفن المغربي إطلاقًا ولا تعبر عن هويته بدعوى الأغنية الشبابية كما يحلو للكثيرين تسميتها أغنية فارغة جوفاء تنعدم فيها كل مؤشرات الرقي شعرا ولحنًا وتوزيعا ليتم تقديمها للمستمع على انها أغنية مغربية ...قمة العبث".

على مر العصور شهدت الساحة الفنية بزوغ أصوات مغربية ذات جودة عالية، أثثت البيت الموسيقي بطاقات رائعة، كان لها الفضل في تطوير الأغنية المغربية.

ومع ظهور برامج المسابقات الغنائية، بزغ جيل جديد من المطربين الشباب الذي تخرجوا واستفادوا من تواجد مؤطرين محترفين أكاديميين، احتكوا معهم وطوروا مساحاتهم الصوتية وقدراتهم في الأداء وصاروا قادرين على تطويع المقامات الموسيقية والانتقالات والإيقاعات والجمل اللحنية.

هذه البرامج فرضت على جميع المشاركين أداء أغاني طربية ذات إحساس قوي، فكانت جل اختياراتهم الفنية ترتحق من أغاني أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، ليلى مراد، صباح فخري، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، سيد مكاوي، وردة ،ميادة الحناوي ،فايزة أحمد، صباح، ذكرى، شرين، ناظم الغزالي، نجاة الصغيرة، كاظم الساهر وغيرهم من الفنانين العرب والمغاربة، أطربونا وتسيدوا في أدائها، وكان جمهور عريض من الشباب يتابع تألقهم بلهفة وشوق .

لكن بعد التخرج من هذه المسابقات الغنائية يجدون أنفسهم مطوقين بإغراءات صيادي الشهرة، يضعونهم على سكة متناقضة مع ما تعلموه، فيسابقون سرعتي الضوء والصوت من أجل الوصول إلى عالم النجومية. يقبلون منتوجات فنية رخيصة، يبلغون معها شهرة عمرها قصير جدا. هناك بعض الفنانين الشباب الذي ظلوا منسجمين مع أحاسيسهم وأوفياء لما تعلموه داخل برامج المسابقات، شكلوا استثناء من خلال أغاني عصرية جميلة جدا، تحترم الذوق الفني الراقي.

 الفنان سعيد المفتاحي

"في نظري لا توجد اليوم أغنية مغربية, لأن ما نستمع إليه هو أعمال هجينة, بإيقاعات خليجية أو غربية, وتناسينا ايقاعاتنا, وخصائصنا, مانرى اليوم هي موسيقى لا علاقة لها بالأغنية المغربية التي بدأت في الخمسينات, و التي تربينا عليها والتي تربعت لعقود طويلة على قلوب المغاربة, والمغاربيين, وخلدت لنا أسماء كبيرة مثل الحسين السلاوي, عبد الوهاب الدكالي, محمد علي, عبد الهادي بلخياط, عبد الواحد التطواني, المعطي بلقاسم, أحمد الغرباوي, محمود الإدريسي, بهيجة إدريس, نعيمة سميح, حياة الإدريسي, ولطيفة رأفت...

وكتاب كبار مثل أحمد الطيب لعلج, و علي الحداني, وعبد الرحمان العلمي, والقائمة طويلة كل في مجاله واختصاصه, اليوم لا كلمات هاذفة, والألحان متشابهة, نرى شخصا واحدا هو الملحن, والكاتب, والموزع, والمطرب, حتى اختلط الحابل بالنابل, نعم هناك بعض الأعمال المتميزة, كتجربة الفنان العزيز على قلبي و المجتهد الأستاذ نعمان لحلو الذي إستقبل الجمهور أعماله بحب, وهناك أصوات جميلة تشتغل في الساحة وبصبر, كالفنان الجميل صلاح الدين محسن, وفنانين اخرين.. بل هناك مبدعين اخرين لهم أعمال فنية لم تر بعد النور, لأسباب عديدة, أهمها أن إنتاج مثل هذه الأعمال الموسيقية يتطلب الكثير من المال , أو بمعنى أصح لا يعرفون من اين تؤكل الكتف لترى أعمالهم النور"...

صيادو الجمل الموسيقية والكلمات الرنانة يجدون ضالتهم في الحوارات الإذاعية والتلفزية المؤطرة بلغة الخشب، يجدون فيها فضاءات رحبة لتبرير أعمالهم الفنية، يستخرجون أدوات وأساليب لإضفاء الشرعية على المستوى الموسيقي المختار، معتمدين على إحصائيات وأرقام من صنع الخيال، تصل إلى الملايين وعشرات ومئات الملايين، يختبئون وراءها لإضفاء الضبابية التي تكتنف منتوجاتهم، ويغضون الطرف عن كل نقاش تقني أكاديمي، قد يعرض الأغنية وأصحابها إلى النقد البناء.

الجمهور الذي يعشق مطربه، يحاول جاهدا وضع الغربال بينه وبين الشمس، ويتقمص دور النعامة، حتى يفوت عليه هذه النقاشات الموضوعية، التي تعتمد على اليات أكاديمية ،تبين مكامن الضعف والقوة لكل عمل فني. الحنين إلى زمن الرواد، الزمن الجميل للأغنية المغربية، لا يعطينا الحق في رفض كل منتوج فني موسيقي معاصر. لأن الحكم على مستوى أغنية ما، يخضع لمقاييس علمية أكاديمية دقيقة وذوقية ،خاصة بكل واحد منا. لن نكون سلفيين موسيقيا. نحن نريد عرضا موسيقيا يتفاعل مع أحاسيسنا، نستمع إليه بأذن موسيقية صافية، قادرة على تحليله من الناحية اللحنية والشعرية، ثم ربطه بالصوت والأداء .

هذا إن كنا نتحدث عن الإستماع فقط. أما على خشبة المسرح، فالحكم يكون مكتمل الشروط وشاملا، يدخل فيه حضور المغني بموازاة مع شخصيته وأدائه المباشر، البعيد عن التوزيع الموسيقي المصطنع، وهو ما نسميه بالأداء الطبيعي (chant bio) الذي ينساب بسلاسة نحو دواخلنا.

لهذا يكون من الخطأ ربط حكمنا على منتوج موسيقي ما بالسياق التاريخي، الزمني، أو بحقبة الرواد، أو بالزمن المعاصر الحالي. فالأغنية تبقى ،شئنا أم أبينا منتوجا إبداعيا على كل حال، له مقوماته وأسسه، فهو فقط كلمة شاعرية موزونه، جمل موسيقية صحيحة، إيقاعات مريحة، توزيع جميل وأداء راقي ملتصق بالإحساس والمشاعر الجياشة والمرتبط بوحدة الموضوع، وعزف أكاديمي. لسنا ملتصقين بالحنين إلى الماضي لأن الحكم على أغنية ما من مرجعية الزمن الجميل، ليس له معنى، فكم من منتوج موسيقي من الزمن الحالي له طعمه الحلو الخاص ،والعكس صحيح.

الفنان الرائد ليس بتراكماته الزمنية، بل بما يقدم من عرض موسيقي راقي، يسلب القلوب والعقول.

مصطفى احريش نائب الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة

"أن تكون مطربا لك تراكمات فنية محترمة وتقبل بالكلمات والجمل الموسيقية الرخيصة، فهذا استبلاد لجمهورك الذي يتابعك ويعشقك ويتتبع خطواتك. فأنت بذلك لاتخاطب عقله وقلبه، بل تحشره في عالم مظلم، خالي من الأحاسيس والمشاعر الجياشة، وتبحث عن الهزات والإرتدادات الإيقاعية واللحنية التي تتلمس جسده فقط. وبالتالي فأنت تؤسس لجمهور عريض ،مهووس بإطارات "نايضة"،"شاخضة" وغيرهما من العوالم السخيفة ،لها مجالاتها على كل حال وجماهيرها الخاصة".

الأمر ليس مستحيلا إذن، يكفي استخراج الأحاسيس وتتبعها والعمل على تناغمها وانسجامها مع حاجات الجمهور الذوقية وحقه في عرض موسيقي راقي.

أمام هذا الوضع، حاولنا تتبع خطوات بعض الفنانين لمعرفة منتوجاتهم، فتم لنا مقصدنا، بحيث عثرنا على حوالي 70 أغنية ،أنتجها بعض الفنانين ،وتم بثها على أثير أمواج المحطات الإذاعية، أو على القنوات التلفزية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل الأخرى. وبمعدل 4 دقائق كقياس زمني لكل أغنية، رصدنا حوالي 200 دقيقة، هو العمر الزمني لحصيلة ما سمي ب'الإبداع الموسيقي" خلال سنة 2019.

الفنان حاتم إيدار

الإبداع لم ينقطع ،المشكل أنه لا يصل بصورة أكبر الى المستمعة او المستمع على اعتبار أن وسائل التواصل الاجتماعي هي سيف ذو حدين.

من خلال تجربتي أعتقد أن هناك إطارات تخلق لقاءات طربية جميلة ،مثل المحطات الاذاعية والتلفزية وبعض الجمعيات التي تعيدنا الى الزمن الجميل. ولله الحمد هذه النوافذ تجعلنا نغني هذا النوع من الموسيقي.

أعدك أن المستقبل سيكون حافلا بهذا النوع من الموسيقى. ولا يفوتني ان أشكر من خلالكم الجمعيات الطربية التي تفتح لنا فضاءاتها".

أكاديميا لا يمكننا تصنيف الأغاني بناء على اللهجة المغناة، التصنيف ينبني على التركيبة الإيقاعية والجمل الموسيقية، وكذلك طبيعة الآلات الموسيقية المستعملة في التوزيع الموسيقي.

وحتى لا نخوض في تفاصيل تقنية تشتت ذهن القارئ وعددا من هؤلاء الملحنين. ببساطة إذا أردت تصنيف الأغنية، أحذف صوت المغني وتمعن في التركيبة الموسيقية. وعليه فإن معظم الأغاني التي انتجت مؤخرا هي أغاني خليجية أو غربية، تم غناؤها باللهجة المغربية، وليست كذلك. أما بالنسبة لكيفية صياغة الألحان، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولا ننتظر الكثير من ملحنين يعتمدون في ألحانهم على الات غربية، لن تجعلهم يفكرون خارج مقام الكرد أو العجم ماجور، أو مقام الفرح أفزا مينور. ولهذا أصبح من السهل أن تغنى هذه الأغاني على شكل كوكتيل متصل، لأن معظمها في مقام الكرد حصرا.

خالد بنمنصور رئيس جمعية "عشاق الطرب"

"للأسف نلاحظ تدني كبير في الكمية والجودة. منتوج موسيقي لا يرقى الى مستوى التطلعات والطموحات، وخصوصا إذا ما قارنا ما كانت عليه الأغنية المغربية. الأن أناشد جميع الفعليات في الحقل الموسيقي من أجل تشجيع الانتاجات لأنها عملية مربحة لجميع الأطراف، مع مراعاة جودة المنتوج.أتنمى أن نرجع إلى هذا المستوى. شخصيا أحبذ فكرة تجميع المطربين وكتاب الكلمات والملحنين من أجل خلق منتوج راقي. هذا مشروع سنعمل عليه داخل جمعية عشاق الطرب. هذا لا يعني أن ليس هناك أعمال فنية راقية، هناك فنانون عملوا على انتاج أغاني جميلة جدا مثل نعمان لحلو ومحسن جمال ويوسف جريفي ومحمد الزيات."

جميع المحاولات لإخراج الأغنية المغربية من نفقها المظلم، باءت بالفشل، لأنها لم تكن مؤطرة بأرضية صلبة، مؤسسة عن دراسة أكاديمية، بمقاربة تشاركية، تأخذ بعين الاعتبار جميع المكونات الفنية التي لها علاقة وطيدة بالأغنية المغربية، سواء كانت مؤسسات رسمية ،نقابية، مجموعات موسيقية، أشخاص ذاتيين، مطربين، جمهور، إعلام، فاعلين في الميدان الفني. الكل يبكي لمال الاغنية المغربية، منهم من يريدها بالأبيض والأسود، ومنهم من يريدها حسب مقاسه ومتخيله.

ومنهم من يتهم جيلا بإدخال الأغنية في نفق غارق في الحلكة، ومنهم من نصب نفسه قاضيا وحكما، وأخرج سوطه يضرب به يمنة ويسرة كدنكشوط في محاربته لطواحين الهواء، ومنهم من اختار لغة الخشب للحديث عن العرض الموسيقي المقدم ،حفاظا على سمعته وتراكماته الفنية.

وطبعا هناك المدافعين عن ما نسمعه الأن من أغاني ،لأنهم من المساهمين فيه. وهناك بعض الإعلاميين سامحهم الله، غير مؤهلين للخوض في نقاش فني موسيقي ذي طابع أكاديمي، وضعوا أنفسهم في مرتبة المدافعين عن الشيطان. بعض المؤسسات التي لها علاقة مباشرة مع الموسيقى، اختارت هي الأخرى موقف الحياد ،ولم تعط الوصفة التي بواسطتها يمكن معالجة الداء الذي ألم بأغنيتنا المغربية، بل اختارت العلاج بالصدى قبل الوفاة.

الفنان محسن جمال

"بعض الرواد من جهتهم انبروا ووضعوا أيديهم على قلوبهم، ولعبوا دور المتفرج الذي ينتظر مرور العاصفة بسلام، وظلوا يترقبون مخلفات هذا التسونامي الموسيقي الذي مس أحاسيسنا في مقتل.

المنتوج الموسيقي بالمغرب، شئنا أم أبينا به خلل لا يدركه إلا الذواقين السميعين الذين يتحسسون عواطفهم ومشاعرهم، إن شلت ،تفقد الخلايا المرتبطة بالإحساس الموجود فينا، وتجف منابع الإبداع والذوق الرفيع.

الحل قد يأتي عن طريق فهم الظاهرة أولا وتمحيصها ووضعها تحت المجهر، لإبراز مكامن القوة والضعف، وبالتالي مسك كل خيوط الداء بمقاربة تشاركية،ومن تم المرور إلى مرحلة البحث عن الأسباب، قبل بداية العلاج.

طبعا مصدر الخلل انتشر كالسرطان، أصبح مشتتا، انتقل بشكل عشوائي، وهو ما يصعب من مهمة تحديده والسيطرة عليه. لهذا وجب الإتفاق عن أرضية مشتركة وضرورية، نطرح من خلالها بعض الأسئلة : ماهو العرض الموسيقي الذي نريده؟ ،ماهي حدود الإبداع الموسيقي في بلادنا؟ ما السبيل إلى توحيد رؤية فنية مشتركة؟.

أسئلة ضرورية، ليس المراد منها مراقبة الإبداع ،أو تخليقه، أو لعب دور الجمركي، لكن الغرض هو العثور على اتفاق مبدئي حول وحدة القياس الخاصة بالإبداع الفني عموما والموسيقي على الخصوص، حتى نكون مؤهلين لتقييمه وتقويمه.

من أجل الوصول إلى كل هذا، لابد من عقد مناظرة وطنية حول الإبداع الموسيقي، ونحدد ملامح العرض الفني الذي نريد ونجد مواصفات الفاعل الموسيقي، من مطرب، ملحن، موزع، كاتب كلمات، عازف، منتج، جمهور، وتحديد المؤسسات والقنوات ومؤسسات الإنتاج التي تؤطر هذا العرض الموسيقي، كل هذه الترسنة من القوانين، وجب دعمها بأنشطة موازية، كتنظيم مهرجانات موسيقية كمجال للتنافس، كما هو الحال في قطاع السينما، مع خلق مهرجان وطني للأغنية المغربية ووضعه رهن إشارة كل الفنانين، يستمد روحه من قانون مدونة الموسيقى، تيمته المنافسة، تخصص له مبالغ مالية مهمة للفائزين بأحسن الأعمال الموسيقية، في الأداء، اللحن، والتوزيع والكلمات، حتى نضمن اشتغال فني موسيقي على مدار السنة، وتشغيل عدد كبير من الفاعلين في هذا الميدان، يكون هذا المهرجان تتويجا للخلق والإبداع.

هكذا نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لرسم المعالم الحقيقية للإبداع الموسيقي المغربي عبر وضعيات واقعية صحيحة ،قابلة التحقيق، تضمن حقوق المبدعين المغاربة وجمع شتاتهم عبرها، ونضمن بالتالي عرضا موسيقيا محترما.

كما يمكن تشجيع المقاولات ورجال الأعمال للإستثمار في المجال الموسيقي، عبر فتح أوراش الإحتضان والإستشهار، وتبني مطربين ومساهمين بعقود قانونية، تحددها مدونة الموسيقى، تحترم كل الأطراف. وبالتالي نكون قد أدخلنا الإبداع الموسيقي المغربي في إطار من الشفافية والوضوح، بدل الإختباء وراء عبث فني، يتيح لمرتزقي الموسيقى إغراقه في الإبتدال والبريكولاج.

من زاوية أخرى، يجب على الوزارة الوصية في إطار هذه المدونة الرفع من ميزانية دعم هذا القطاع للمساهمة في تطوير الإنتاج والإبداع الموسيقي الجاد، مع خلق سهرات فنية، تقام في مختلف المسارح والمناطق الموجودة على امتداد التراب الوطني، مع إلغاء الدعوات المجانية، لفتح المجال أمام المستشهرين للمساهمة الفعلية في الدعم، مع تقنين طريقة العرض الموسيقي وتشجيع الجمعيات الموسيقية لاستقطاب الشباب الموهوبين، تكريم وتشجيع الفنانين. إيجاد بنود لتقنين مرور المطربين بالمحطات الإذاعية والتلفزية لسد الطريق أمام هذا العبث الموسيقي.

وفي مايلي بعض من جملة من الأغاني التي أصدرت موسم 2018 ... 2019،وسوف نقتصر على ثلاث اغاني فقط.

أغنية (باهرة) -للغافولي

الغافولي

لحن الأغنية اعتمد على مقام نهاوند على درجة "فا" في المقطع الأول ثم تنتقل لازمة الأغنية إلى مقام كرد على درجة "دو" ثم المقطع الثاني نهوند كذلك ثم الرجوع لللازمة مرة أخرى في جمل لحنية مألوفة و بسيطة.

المقدمة الموسيقية شبه منعدمة حيث تم تكرار 8 مرات جملة موسيقية متكونة من 4 علامات موسيقية، و تمت ترجمة موسيقى اللازمة في الفاصلين الموسيقيين دون اللجوء إلى تأليف جمل موسيقية جديدة لإغناء القطعة من الناحية اللحنية.

محاولة الإقتباس من التراث المغربي شيء إيجابي و نقطة حسنة تحسب لهذا العمل، لكن يجب على صناعه تطوير رصيدهم المعرفي بشأن تراث بلادهم و الإلمام بطبوعه الموسيقية و الإعتماد على آلاته الموسيقية الحية حتى يكون العمل مرآة تعكس جمال الموسيقى التراثية الأطلسية.

أغنية (بغيت نطير ياما) لإيهاب أمير

لحن الأغنية اعتمد على مقام عجم على درجة "فا" في المقطع الأول ثم تنتقل لازمة الأغنية إلى مقام كرد على درجة "لا" ثم المقطع الثاني عجم كذلك ثم الرجوع لللازمة مرة أخرى، المقدمة والفواصل الموسيقية في مقام العجم.

الأغنية اعتمدت على موسيقى الراي كنمط من خلال الأداء و التوزيع، و نقطة قوتها في الموضوع الذي تطرق لمشكلة الهجرة غير الشرعية.

أغنية ( بنت الباطرون) لحاتم إدار

لحن الأغنية اعتمد على مقام عجم على درجة "لا"، كذلك الشأن بالنسبة للمقدمة والفواصل الموسيقية..

الأغنية اعتمدت على الموسيقى الشعبية كنمط من خلال الأداء و التوزيع، و يظهر أن حاتم إدار لازال يبحث عن هوية موسيقية جديدة بعدما صرح مرارا أن هويته الأولى (الطرب) لم تعد قادرة على جعله ينافس أقرانه في الساحة الفنية الحالية..