مجتمع

وفاة رئيس الطائفة اليهودية بجهة فاس صفرو وجدة

محمد المتقي الثلاثاء 03 ديسمبر 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO - فاس

توفي صباح يوم الأحد رئيس الطائفة اليهودية بجهة فاس صفرو وجدة ، الطبيب أرمون كيكي ،ArmondGuigui عن عمر يناهز  84 سنة، الذي ظل رمزا للتسامح والتعايش والتعدد الثقافي والديني.

فعلى امتداد أكثر من خمسة عقود ظل أرمون كيكي يستقبل مرضاه في عيادته البسيطة بوسط المدينة الجديدة بفاس ، إلى أن وافته المنية صباح الأحد بمستشفى الشيخ زايد في الرباط على إثر وعكة صحية ألمت به .

الدكتور أرمون كيكي قضى حياته  بمدينة فاس يُسْدي خدمات طبية لساكنة المدينة والجهة  ،حيث ظلت عيادته قبلة للمرضى من ميسورين ومعوزين على حد سواء ،فالكل في فاس يعرف موقع العيادة بالقرب من السوق المركزي حيث ظل الراحل يزاول الطب العام منذ ستينيات القرن الماضي، ولم يكن الكثير يعلم أنه يهودي الديانة، سوى ما كانت توحي به تلك الجدارية الباهتة المعلقة في الشارع العام بأن اسمه غير عربي... دون ذلك، ظل الرجل يقابل مرضاه ومرافقيهم بملامح مغربية أصيلة، وبلسان دارج بسيط، وبانشراح واضح على محياه

فضل أرمون كيكي العمل بمدينة فاس،ولم يفكر يوما في مغادرة أرض الوطن مصرا على رفض  فكرة الهجرة خارج التراب الوطني للمملكة مؤمنا إيمانا راسخا  على مواصلة العيش والعمل وسط المجتمع المغربي بكل مكوناته الدينية  مجسدا بذلك رمزا من رموز التعايش الذي تتميز به المملكة ،" متشبثا إلى درجة التقديس بهويته المغربية وبعشقه الأبدي لبلده وأهله، دون أن يحس في يوم ما بأنه غريب أو مرفوض".

كانت أوقات أرمون تتوزع بين عيادته وبيته وبيعة "ابن ميمون" بشارع محمد الحياني، حيث ظل يدير شؤون الطائفة اليهودية منذ سنة 1988، في مجال صيانة المعابد، وتأطير الصلوات الدينية اليهودية، وإقامة مراسيم الزواج، وتنظيم لقاءات ثقافية، وتيسر دراسة أبناء اليهود المقيمين بالجهة في مدراس البعثاث الأجنبية، فضلا عن الإشراف على الذبائح اليهودية.

ويشهد التاريخ للرجل بأنه له مواقف واضحة  ضد الحركات الصهيونية المتعصبة، مدافعا في كل مناسبة عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه وكرامته ومناهضا للاحتلال الإسرائيلي  للأراضي الفلسطينية.

وُلد بمدينة فاس ودرس فيها الابتدائي والثانوي، ثم واصل دراسته العليا بكلية الطب بباريس لأكثر من عشر سنوات، قبل أن يقرر العودة للعمل بفاس.وفور عودته، أدى الخدمة العسكرية في منطقة "فم الحصن" كطبيب للقوات المسلحة الملكية، ثم اشتغل لمدة 4 سنوات طبيا في المستشفيات العمومية، قبل أن يختار القطاع الخاص الذي ظل يقدم فيه خدمات طبية إلى ان وافته المنية يوم الأحدالأخير فاتح دجنبر 2019.

في السنوات الأخيرة، ظل الراحل يتباهى أمام أصدقائه بأن اليهود صاروا متساوين في كل شيء مع المسلمين، بتنصيص دستور 2011 على أن المكون العبري هو جزء من الموروث الثقافي والتاريخي للمغرب...

كانت أوقات أرمون تتوزع بين عيادته وبيته وبيعة "ابن ميمون" بشارع محمد الحياني، حيث ظل يدير شؤون الطائفة اليهودية منذ سنة 1988، في مجال صيانة المعابد، وتأطير الصلوات الدينية اليهودية، وإقامة مراسيم الزواج، وتنظيم لقاءات ثقافية، وتيسر دراسة أبناء اليهود المقيمين بالجهة في مدراس البعثاث الأجنبية، فضلا عن الإشراف على الذبائح اليهودية.

للإشارة، لا يتجاوز عدد اليهود حاليا بفاس مائتي فرد، أغلبهم من المسنين، بينما كان عددهم في الخمسينيات يتجاوز 30 ألف مغربي يهودي، وعلى الصعيد الوطني أصبح عددهم حاليا لا يفوق 250 ألف فرد، ويتضاعف هذا العدد في مناسباتهم الدينية... ومن المنتظر ان يوارى جثمان الفقيد يوم الجمعة المقبل بالمقبرة اليهودية بالملاح بمدينة فاس.