ثقافة وفن

هارفي كيتل.. قصة معاناة قبل النجومية

نورالدين زروري/ تصوير: العدلاني الثلاثاء 03 ديسمبر 2019
هارفي كيتل حوار مع
هارفي كيتل حوار مع

AHDATH.INFO

تواصل فقرة "حوار مع.." خلق الحدث داخل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 18, أولا لاستقطابها جمهورا كبيرا خصوصا من لدن الشباب. وثانيا لاستضافتها نجوم عالميين كبار فإذا العرض متميزا فالإقبال سيكون أكيدا.

وهذا ما تحقق يوم الإثنين الأخير بقصر المؤتمرات, والسبب حضور نجم هوليودي كبير وهو الأمريكي هيرفي كايتل.

الحوار كان في غاية المتعة لم يخل من لحظات مرح وضحك وتأثر أيضا. لم يتأخر كثيرا في الإعلان عن طبيعة شخصيته, مباشرة بعد صعوده إلى الخشبة, بمجرد أن اقتربت عدسات المصورين لالتقاط صور له مع منشط  الحوار الناقد الفرنسي جون بيير لافوانيا حتى استرخى على الأريكة لبضع دقائق, علق بعدها مازخا "لم أكن أعتقد أن الأمر بهذه السهولة لكن لا بد أن نبدأ".

ولأن أخر ظهور له على الشاشة الكبرى كان من خلال  فيلم "ايريشمان" لصديقه المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي شكل مدخلا لهذا الحوار.

الدور كان صغيرا فكيف له قبوله وهو النجم الكبير؟ الجواب كان سريعا بأنه ليس هناك دور صغير أو كبير, بقدر ما هناك ممثل كبير وممثل صغير, هذا في مجال التمثيل أما على مستوى التغطية الإعلامية  فمنطق آخر اشتكى منه فعلا هيرفي لما قال إنه تعرض لظلمها معبرا في الوقت نفسه عن منتهى سعادته بالاشتغال مع صديقه الفنان الاستثنائي روبرت دي نيرو.

إثارة موضوع هذا الدور, أفضى للحديث عن أول لقاء جمعه مع المخرج مارتن سكورسيزي هنا سيكشف كل تفاصيل كواليسه بأسلوب حكائي, كيف كاد يتطور إلى خناق وعنف. كان حينها مارتن طالبا, بينما كان هو يحلم بأن يصبح ممثلا,ويدرس التمثيل في نيويورك, ويبيع بعض الأشياء لتدبير مصروفه.

كان سبب هذا اللقاء هو اشتغال سكورسيزي على إشهار تحت عنوان  " من يغلق بابي".

فرصة اعتبرها هارفي مهمة وقد تشكل مجرد قنطرة للانتقال إلى مرحلة أخرى, فعلق عليه كل أماله, وظل متمسكا بها حتى آخر لحظة, وفعلا وقع الاختيار عليه ضمن ثلاثة آخرين, ولما حان دوره وجد نفسه وسط قاعة معتمة ينبعث من آخرها ضوء خافت جدا.

وهو ما ولد لديه إحساس بأنه في استنطاق. أول أمر تلقاه من الشخص المتواجد في هذا الفضاء خذ مقعدك واجلس فرد عليه من أنت فأعاد عليه الأمر نفسه, مما اضطر كيتل للتصعيد بقوله "فلتذهب إلى الجحيم؟  ومع ذلك لم يكترث للأمر, وأصر على تكرار الجملة ذاتها مما أفقده الأعصاب وكاد يوجه لكمة لمخاطبه, قبل أن يطلب منه الاستمرار لأن المشهد تمثيلي. حينها اكتشف أن ذاك الشخص هو سكورسيزي ومنذ ذلك الحين تشكلت صداقة بينهما تحولت إلى علاقة عائلية.

منشط الحوار جون بييريصرعلى  موضوع سكورسيزي فيطرح على ضيفه سؤالا يهم ماذا تعلم منه في مسيرته. فيجيب مازحا "كان حريا بك أن تسأل ماذا تعلم مني هو هذا هو السؤال الذي كنت تريد طرحه أليس كذلك" .

لم تكن مسيرة هارفي كيتل مفروشة بالورود, بل محفوفة بكل أنواع الصعوبات, انطلق من الصفر.وظل يكد ويكافح لتحقيق حلمه بأن يصير ممثلا.

دراسته في نيويورك, أتاحت له اللقاء بممثلين وممثلات مع بداية اشتغاله فكانوا يتعلمون من بعضهم البعض, وذات يوم اقترح عليه أحد الأشخاص بأن تحقيق هدفه بأن يغدو ممثلا رهين باستقراره في كاليفونيا فرد عليه من باب المزحة "أنا لا أريد أن أكون ممثلا أريد فقط البحث عن المال..لم أقل الحقيقة في هذا الجواب لأن شغفي بالتمثيل كان كبيرا جدا  ورغبته تجتاحني منذ أن كنت طفلا في بروكلين" يقول هارفي.

وتعد هذه الفترة من حياته تعيسة, لم يكن فيها سعيدا كما قال, إذ قضى خلالها ثلاث سنوات في البحرية الأمريكية,وزاول بعدها أشياء عديدة لتدبر أحواله, قبل أن يقترح عليه إعطاء دروس في "أكتر استوديو",  لم يتردد في قبوله, حتى يتمكن من تحسين دخله, وفي الوقت نفسه يراكم الخبرات.

وفي خضم هذا المشهد السوداوي, حدث له لقاء مع أنطوني مانوني, وصارت عبرته ملازمة له ذيلة حياته, لم يكن عمره يتجاوز في ذاك الحين 20 عاما طلب منه أن يقوم بعد أشياء معينة, لما انتهى من العملية, سأل عن عددها فقال له رقما معينا فرد عليه هل أنت متأكد فكان جواب كيتل لا, فأرغمه على إعادة العملية من جديد, حتى  أستوعب أن نيل الأهداف لا يتحقق إلا بالصدق والجدية في العمل" يؤكد هارفي.