ثقافة وفن

"إستتيقا الاستغراب الفني" موضوع ندوة بأكادير

محمد معتصم الأربعاء 20 نوفمبر 2019
CapYYHHHHHHture
CapYYHHHHHHture

AHDATH.INFO

ضمن فعاليات الدورة التاسعة لصالون أكادير الدولي للفن المعاصر الذي نظمته الجمعية المغربية فامار للفنانين بمدينة أكادير ، شهدت غرفة الصناعة والتجارة مساء يوم السبت 16 نونبر الجاري  ندوة بعنوان :" الفن الشاذ أو استتيقا الاستغراب الفني " ، بمشاركة الدكتور محمد الشيكر ، ونشط فقراتها الكاتب والاعلامي محمد معتصم . بداية ذكر مسير الندوة بالسياق الذي يندرج فيه موضوع الندوة ، كما قدم في تعريف مقتضب الدكتور الشيكر ، الذي لا مس من زوايا متعددة الفن الشاذ ، مذكرا في سياق

مساءلته للفن الشاذ أو لإستتيقا الاستغراب الفني ،أن تاريخ الفن التشكيلي  يمكن تقسيمه إلى ثلاثة براديغمات :

البراديغم الكلاسيكي والبراديغم الحداثي و البراديغم المعاصر أو ما بعد الحداثي ،مؤكدا أن البراديغم الأول كان ينهض على أعمال فنية، بقدرما كانت تحاكي الواقع بقدرما كانت تحرص في ذات الوقت على أسطرته وأمثلته ، فيما اتجه البراديغم الحداثي في نظره  إلى التوسل بالتجريد كتعبير بصري يقطع مع كل علاقة مرٱوية مع الواقع الموضوعي ،ليفتح أفق فرادة الفنان وخصوصيته التعبيرية .أما البراديغم المعاصر أو ما بعد الحداثي فلم يعد حسب رأي الباحث منشغلا بأمثلة الواقع الخارجي ،ولا بتجريده من لبوسه الموضوعي ،إنما بات أكثر نزوعا إلى خلق الإثارة ،واستفزاز المتلقي، وخلخلة الأوفاق والأعراف والمعايير والمواضعات الجمالية السائدة.

على هذا النحو يؤكد محمد الشيكر أن الفن الكلاسيكي هو فن الجميل السامي، والفن الحداثي هو فن الجميل الفريد ،أما الفن المعاصر وما بعد الحداثي هو فن الغريب والشاذ عن حدود الجمال L'art de l'insolite ،لأنه غدا ميالا ،منذ تجربة مارسيل دي شامب، إلى زعزعة الذوق العام ، وتقويض المبادئ الإستتيقية المتواضع عليها حول الجميل والسامي والمتميز.

مع هذا النوع الجديد / المعاصر من التعبيرات البصرية لم يعد الفنان ينتج ليبدع أثرا فنيا راقيا أو يسعى إلى الارتقاء بالذوق ،بل صار ينتج ليثير الجدل من جديد حول نسبية مفهوم الجمال ،و ليشكك في الفن ذاته ،وليمحو الحدود المكرسة بين الفني وما ليس فنيا ،وبين المرغوب فيه والمبتذل ،وبين السوي والشاذ، والجميل والقبيح .

بعد ذلك فتح نقاش بين الحضور النوعي ، من خلال  طرح العديد من الملاحظات والتدخلات التي أغنت الموضوع ، من خلال مسألة  ومفهوم بداية البراديغم الكلاسيكي من حيث التحليل والتدقيق .. كما طرح سؤال ماهية حدود استعمال الشاذ في الفن التشكيلي ، وهل هناك فكرة معينة تدفع الفنان للتعامل مع الشاذ ؟ وهل الفن يخاف ويخشى التغيير ؟ كلها أسئلة طرحت للنقاش وأثرت الموضوع الذي تجاوز زمنيته المحددة في البرنامج بكثير . ليبقى مفهوم أو تعريف الفن الشاذ يتطلب بحثا أكثر دقة وعمقا .