ثقافة وفن

المهرجان الوطني للمجموعات الغيوانية والشبابية يكرم الفنان سعيد المفتاحي

حسن حليم السبت 17 أغسطس 2019
miftahi
miftahi

 

Ahdath.info

عندما ترفعك الكلمة الجادة والهادفة ذات المعاني الروحية والإنسانية، وعندما يؤطرك الاداء الصحيح العاري من الخدشات والمنعرجات الضيقة، وعندما تجعل من الزحام الخانق مساحات وردية تتسع للرقي ولا غير،تكون حينها قد تصالحت مع نفسك ومع جمهورك الذواق المتعطش للفضاءات الراقية.

لتجد لك في النهاية مكانا في قلوب المتتبعين القادرين على تتويجك ووضعك داخل محراب الناسك المتعبد بين أحضان الملائكة.

هكذا استطاع المشرفون على المهرجان الوطني للمجموعات الغيوانية والشبابية في دورته الخامسة بمدينة سلا أن يحتفوا بالفنان الراقي سعيد المفتاحي لما راكمه من إبداعات فنية حقيقية بعيدا عن الرداءة، تمكن من خلالها من رد الإعتبار لفن الملحون وتطويره ووضعه داخل قالب ذهبي من أجل الحفاظ على أسسه وصقله من الشوائب،حتى يظل متماسكا في حلته الأصيلة. الدورة الخامسة أقيمت تحت شعار"فن الملحون وعلاقته بالأغنية الغيوانية جيل جيلالة نموذجا".

بموازاة مع هذا التكريم المقام بالمركب الثقافي هوليود بمدينة سلا ،نظمت ندوة كبرى شارك فيها مجموعة من الأساتذة والباحثين يتقدمهم الأستاذة سعيد المفتاحي ، عبد المجيد فنيش ،الدكتور حسن حبيبي ،حميد تهنية العربي رياض ،عبد المجيد مشفق ،فاطمة حداد، زيد حداهوم والفنان عمر السيد الذي ركز على تجربة جيل جيلالة وعلاقتها بناس الغيوان.

ولد الفنان سعيد المفتاحي وترعرع داخل أسوار المدينة العتيقة لمكناسة الزيتونة، وبالضبط بحي " جناح لا مانْ" المعروف بأصالته وحركيته كحاضن لأمهر الصناع التقليديين في شتى الأنماط والفنون اليدوية..

كما فتح الفنان سعيد المفتاحي عيناه على زخم من أنواع الموسيقى التراثية وفنون القول ، منها الفن العيساوي، والفن الحمدوشي، وفن الملحون، وفن طرب الآلة ، وفن الفرق النسوية الذي يُطلقون عليه بمكناس إسم: " المعلمات" والأغنية العصرية المتنوعة...

عاش الفنان سعيد المفتاحي بين أحضان أسرة حنونة تتكون من أب كان يمتهن حرفة الفلاحة، وأم عاملة بقطاع البريد،وبين محبة أخواته الثلاث البنات وأخوه حسن، كما عاش حنانا خاصا بين جدّه الذي كان يشتغل بقطاع البريد أيضا وجدته التي كانت تشغل يديها بحرفة لها شأو في مجال الصناعة اليدوية التقليدية. عاش الفنان سعيد المفتاحي وسط أسرة بسيطة من الناحية المادية، لكنها قوية في أسلوب تربيتها الذي كان تهدف إلى زرع قيم المحبة والخصال الحميدة المستمدة من نهح ديننا الحنيف...

وكغبره من صبيان عصره، فقد ولج في سنّ مبكرة عالم (الكتـّاب القرآني) والذي نُطلق عليه بالمملكة المغربية إسم (لمْسيدْ) والخاصّ بتحفيظ القرآن الكريم ـواكتساب الأخلاق الإسلامية.. وإذا كان لكل منّا حكاية مع فقيه الكتـّاب ، فإن سعيد المفتاحي يكنّ محبّة كبيرة لهذا الفقيه الشيخ الذي لايتذكر إسمه، ولا يعرفه إلا بلقبْ (نْعماسْ) والتي هي بمثابة لفظ أستاذ...فقد كان قدوة وشيخا وقورا وإماما بجامع حيّ (برّاكة) الشهير بالمدينة القديمة لمدينة مكناس..