رياضة

ملحوظات العواشر: البام والاستقالة والوداد والتلفزيون وأشياء أخرى... !

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 04 يونيو 2019
Capture d’écran 2019-06-04 à 20.17.05
Capture d’écran 2019-06-04 à 20.17.05

AHDATH.INFO

عيد مبارك سعيد، وإن كان الشهر الفضيل قد انتهى ساخنا في حرارة الجو، وساخنا في ظلم الكرة بالنسبة للمغاربة قاريا، وساخنا سياسيا وقمم العرب والمسلمين تلتئم في أقدس أماكنهم دون أن تنجح مرة أخرى في توحيد كلمتهم، وساخنا محليا ونحن نرى أحزابنا غير قادرة على تقديم جديد سياسي لنا باستثناء جديد تناحرها الداخلي، الذي يؤكد لنا مرة أخرى صواب موقفنا منها، عندما نطرح السؤال على أنفسنا آلاف المرات أيام الانتخابات إن كان ضروريا بالفعل التوجه نحو صناديق الاقتراع، أم أن البقاء قرب قصعة الكسكس الدافئة والمغرية والمسيلة للعاب تلك الجمعة أفضل بكثير؟

ومع ذلك، ولأننا اخترنا التفاؤل ديدنا رغم كل ظواهر التشاؤم القاتلة، فإننا سنجد مايكفي من القوة في أنفسنا لكي نتمنى للجميع عيدا سعيدا، ولكي نقنع أنفسنا أن القادم لن يكون إلا أفضل طالما أن كثيرا من السوء المحيط بنا يعطينا الإحساس أننا وصلنا الحد الأقصى، وأنه لن يكون هناك أسوأ مما كان، أو هذا على الأقل مانتمناه ونعزي به النفس ونحاول دفعها دفعا نحو التفاؤل الضروري للعيش ولمواصلة الحياة...

استعادة في هاته "العواشر" التي نتمناها سعيدة للجميع لرمضان الفضيل ولما شكل بعضا من لحظاته، وكل العام وأنتم بألف خير..

البام: ياشماتة أبلة زازا!

لم يتأخر فوكيي زعيم يمنيي فرنسا ورئيس حزب "الجمهوريين" في الاستفادة من خسارة حزبه في الانتخابات الأوربية، وقدم يوم الأحد الماضي استقالته عبر نشرة أخبار القناة الأولى الفرنسية مباشرة معلنا أن الهزيمة في الانتخابات الأوربية تتعارض وبقاءه في منصبه، لأنه هو الذي قاد الحزب إلى هاته الهزيمة

هذا الطقس المشرف للغاية المسمى الاستقالة حين الهزيمة هو طقس لا يعرفه كثيرا الأهل في البلدان العربية والإسلامية.

"بيناتنا" هو طقس لا نعرفه جميعا لأننا في مسألة النقد الذاتي هاته غير مقتنعين كثيرا، أو لنقل غير مقتنعين نهائيا

نحبذ دوما رمي الكرة في ملعب الآخرين عوض تحمل مسؤولية أي شيء. هم سبب بلائنا، هم الواقفون ضدنا، وهم من يمنعوننا من التميز ومن التألق ومن تحقيق أحلامنا

في المشهد الحزبي العربي يذهب الناس إلى منازلهم قسرا أو عبر الانقلابات الداخلية، أو إلى السجن بعد ثبوت تورطهم في أمر ما غير قانوني كثيرا، أو يذهبون في حالة الإمساك القصوى على يد سيدنا عزرائيل إلى الدار الباقية ويتركون أناس الدنيا الفانية يتصارعون مجددا على نفس الكرسي الذي سقط منه المرحوم

يسمون هذا الأمر علامة تخلف ويعرفون من خلاله الفرق بين المتقدمين وبين المتأخرين ولله الأمر من قبل ومن بعد بطبيعة الحال...

تلفزيون رمضان: كلمة أخرى وأخيرة !

هناك حل وحيد وأوحد لحالة انعدام الإبداع التي أصابت التلفزيون المغربي في الشهر الفضيل، وفي أيام العام الأخرى ولكن التي ننتبه إليها كل رمضان أكثر

هذا الحل هو تقديم نموذج مضاد للرداءة التي يتم قصفنا بها وسط ركام الإشهارات كل شهر صيام

المشكلة هي أين ستقدم هذا النموذج المضاد؟ ومن سيساعدك على تقديمه لكي تثبت معه أن الرداءة ليست قدرا وأن النضوب الإبداعي موجود فقط في قريحة مسؤولي التلفزيون غير القادرين فعلا على العثور على أوجه تميز وإبداع تشفي غليل المغربي وتمنعه من "الحريك" المخجل نحو تلفزيونات الآخرين؟

هذه المعركة طويلة الأمد، وهي محسومة لصالح الجودة ضد الرداءة ولو بعد حين، يكفي أن تجد من يتسلحون بالنفس الطويل لأجل خوضها، ومن يؤمنون بأن المغاربة قوم يستطيعون الإبداع فعلا، وهم ليسوا عقيمين إلى درج مارأيناه على تلفزيوناتنا مجددا خلال الشهر الكريم الذي نودعه