السياسة

قميص جمال...مابين بوعشرين وخاشقجي من انفصال !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الثلاثاء 14 مايو 2019
60084418_2766777743349525_1946537263684911104_n
60084418_2766777743349525_1946537263684911104_n

AHDATH.INFO

بعد طول لف ودوران، وبعد بحث في ثنايا الثنايا عن خطة جديدة وبديلة ترافق القضية في مرحلتهاالاستئنافية، وبعد أن ثبت عجز الخطة الأولى القائمة على الصراخ الإعلامي وخرجات المحامين المثيرة في المرحلة الابتدائية، وبعد فشل الاعتماد على الرأي الاستشاري الصادر عن مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة اهتدى دفاع توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة « أخبار اليوم المغربية » المتابع بتهم الاغتصاب والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي إلى خطة يمكن وصفها بالخطة باء، يريد من خلالها هذا الدفاع مواصلة الهروب إلى الأمام في قضية تشغل الرأي العام المغربي منذ اندلعت يوم 23 فبراير من السنة الماضية

الخطة الجديدة: قميص جمال !

الإشكال الصغير الوحيد في قضية التشبه أو الالتصاق هاته التي يريد دفاع بوعشرين الانخراط فيها بين خاشقجي وبين المدير المتهم، هو أن خاشقجي معارض ليبرالي عارض جزءا من السلطة الحاكمة في السعودية بعض الوقت لاعتبارات شتى وتم قتله بتلك الطريقة التي يعرف العالم بعضا من تفاصيلها اليوم، ويجهل بقية الملابسات…

أما بوعشرين، فمتهم يحاكم لأسباب جنائية تتعلق بالاغتصاب والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي لعاملات لديه، وهو يواجه في محاكمته عشرات التسجيلات بين صور وفيديوهات، مثلما يواجه ضحايا حقيقيات بعضهن ذهبن إلى المحكمة ويواصلن مواجهته، وبعضهن الآخر رفضن لاعتبارات خاصة أو أسرية أو خوفا من الفضيحة أو بسبب الاختيار الرضائي أو لعوامل أخرى الذهاب حتى نهاية المطاف

بل إن من بين الضحايا من لم يكن إسمها واردا أصلا في لائحة المشتكيات أو المصرحات، وتم التعرف عليها فقط حين عرض الفيديوهات من طرف مصرحات أخريات مثل حالة (ع.ب) التي ظهرت في إحدى الفيديوهات فتم استدعاؤها وتطورت قضيتها فيما بعد إلى متابعة بسبب اتهامات كاذبة وجهتها إلى النيابة العامة

مكتب بوعشرين كان باختصار مسرحا لممارسات لا أخلاقية كثيرة تم توثيقها صوتا وصورة، في حين أن مكتب القنصلية الذي مات فيه خاشقجي لم تخرج منه إلا صور نادرة أو منعدمة، مايجعل المقارنة بين كاتب صحافي معارض قتل في قنصلية بلاده في أرض أجنبية، وبين كاتب صحافي آخر يحاكم في بلاده لأنه اغتصب ومارس الجنس على عاملات لديه برضاهن مرة وبدون رضاهن مرات عديدة مقارنة غير ممكنة الوقوف على أساس، لأن الأمر يتعلق بأكثر من 13 وجها نسائيا فيهن المعروفة وفيهن المغمورة تناوبن على المرور على كنبة توفيق الشهيرة في المكتب الأشهر...

المثير للاستغراب الضاحك أيضا في هاته الحكاية المغربية أنها ليست أول مرة يحاول فيها دفاع المدير إياه إلصاق تهمه كلها بطرف آخر، فقد تمت محاولة تجريب خطة « أخنوش هو الذي يحرك الشكاية » ولم تنجح المحاولة فتم التخلي عنها، وفي مرحلة ثانية تم تجريب خطة « الإمارات ربما هي التي تقف وراء كل مايقع »، ومرة ثانية لم يكن النجاح حليف المخطط، لذلك تم اللجوء هذه المرة إلى المخطط باء الموضوع على الرف منذ البدء والقائم على إطلاق كذبة « التشبه بخاشقجي » وانتظار ماستسفر عنه المحاولة الجديدة، علما أن المنطق السوي والسليم يقول إن الوحيد الذي يقف وراء كل ماوقع لبوعشرين هو…قلم بوعشرين، والقصد ليس القلم الذي يكتب به مقالاته هاته التي يقول دفاعه إنها أزعجت العالم كلها، بل القصد قلم من نوع آخر لاداعي لوصفه كثيرا احتراما للشهر الفضيل، وتوقيرا لأوقات الصيام والقيام هاته...