بوابة الصحراء

عن مسودة قرار مجلس الأمن

نوفل البعمري الثلاثاء 23 أبريل 2019
YemenShabab2018-12-21-11-54-25-827540
YemenShabab2018-12-21-11-54-25-827540

مسودة قرار مجلس الأمن المتعلقة بالصحراء شبه جاهزة للمناقشة، ثم التصويت يوم 29 أبريل و تتضمن ما يلي:

- على عكس ما ظلت تروج له وكالة الأنباء الجزائرية عم مقترح أمريكي بتوسيع مهام المينورسو لتشكل مراقبة حقوق الإنسان، و خلق آلية اممية لذلك،هي معلومة كانت تهدف إلى التشويش فقط و الاشاعة، لأن المسودة لا تحمل اي مطلب بتوسيع مهام المينورسو كما أن الوضع الحقوقي بالمنطقة لا يستدعي خلق آلية اممية موازية لذلك،بل كما أكد عمر هلال سفير المغرب بالأمن المتحدة فالمغرب مستعد كما كان دائما للتعاون مع الأمم المتحدة و مفوضية غوث اللاجئين و كذا المفوضية السامية لحقوق الإنسان للتأكد من حقيقة الوضع ميداني، هذا يفرض على المغرب مسؤولية التسريع بإعادة هيكلة اللجان الجهوية لحقوق الإنسان و الآليات الوطنية المنضوية تحت المجلس الوطني لحقوق الإنسان،لأن ذلك هو ما يغلق الباب في وجه خصوم المغرب الذين قد يستغلون أي بطئ في العملية للقول أن الآليات الوطنية الحمائية غير مفعلة رغم المجهود الذي تقوم به اللجان الجهوية لحقوق الإنسان في المنطقة.

- المسودة تدعم جهود كوهلر في العملية السياسية التي يقودها و تحث الأطراف على المزيد من التعاون معه، و هو نفس الموقف السابق بمعنى أنه لا تغيير في الموقف و الرؤية التي تحكم النظرة للنزاع و للحل، حيث يتم تحت إطار المادة 6 من ميثاق الأمم المتحدة التي تحث على التوافق في الوصول لحل النزاعات الدولية.

- المسودة تدعو إلى تجديد مهمة بعثة المينورسو لستة أشهر،ذلك تماشيا مع العملية السياسية و ليظل مجلس الأمن و الأمم المتحدة متابعتين لكل تفاصيل المائدة المستديرة التي ستنعقد جولتها الثالثة في الصيف المقبل، لذلك اقترحت المسودة التجديد لهذه المدة فقط، و تماشيا أيضا مع التوجه الذي أقرته الإدارة الأمريكية منذ صعود ترامب حيث انها اشترطت تقديم دعمها المالي لبعثات حفظ السلام الأممية بالتقدم المحرز في العملية السياسية، و هو ما ساهم في الدينامية التي خلقتها الأمم المتحدة، كدينامية سياسية تهدف إلى الوصول لحل سياسي واقعي،و التأكيد الأممي على الحل الواقعي هو إشارة مباشرة للحكم الذاتي و لمبادرة المغرب باعتبارها الأقرب للواقع و للتوافق، و لأن استفتاء تقرير المصير أصبح جزءا من الماضي و متجاوزا بفعل الواقع السياسي سواء للمنطقة او للملف.

- تأكيد المسودة على المضي قدما في إجراءات بناء الثقة، خاصة منها تبادل الزيارات، و هي واحدة من القضايا التي تشغل الخصوم، لأن أغلب الصحراويين ممن يأتون للمغرب يرفضون العودة للمخيمات، و قد كان هذا هو السبب الرئيسي قي إجهاض هذه الزيارات من طرف الجبهة لأنها أصبحت تشكل تعبيرا عن تقرير المصير للساكنة الصحراوية بالمخيمات التي ترقض العودة للمخيمات حيث القمع،الوضع اللإنساني.

- دعوة المسودة إلى حل سياسي عادل، متوافق بشأنه ينهي النزاع، مما يعني أن نفس الرؤية التي حكمت الأمم المتحدة هي نفسها من حكمته الآن و يؤكد أن الأمم المتحدة مقتنعة سياسيا بالحل المتوافق بشأنه و هو الحل الذي لن يخرج عن المبادرة التي طرحها المغرب لعدة اعتبارات اهمها اقتناع المنتظم الدولي ان المغامرة بخلق دويلة مصطنعة مع ما تشهده الجزائر من اضطرابات سياسية مفتوحة على المجهول هي مغامرة بالمنطقة و بأمنها. الجديد هو إمكانية تصويت روسيا بالايجاب على المسودة، مما يؤشر على تحول في الموقف الروسي في حال تم هذا الأمر و يعني توافقها مع الولايات المتحدة الأمريكية في دفع العملية السياسية إلى الأمام و الوصول لمفاوضات جدية على قاعدة الحكم الذاتي، و إذا تم هذا التصويت اكيد انه سيكون متأثر بالوضع السياسي المقلق للجزائر، حيث لا يمكن أن تظل روسيا مراهنة على نظام مستقبله مجهول.