مجتمع

" اليزابيث ديسفو" .. فنانة فرنسية تكشف الوجه البشع لمرض "الجذام بالمغرب"

سكينة بنزين الاثنين 08 أبريل 2019
56640015_2705566539470646_7320169352508997632_n
56640015_2705566539470646_7320169352508997632_n

AHDATH.INFO

شهادات صادمة أخرجت عددا من المغاربة "المنبوذين" بسبب لعنة مرض الجذام، من زاوية التعتيم إلى الضوء بعد جهود من طاقم الوثائقي "قصص إنسانية" على القناة الثانية، الذي كشف معاناة فئة من المغاربة اختارت تقاسم حكايات مؤلمة دون كشف أصحابها.

هم من فئات عمرية مختلفة، لكن وضعهم الاجتماعي واحد. أبناء أسر فقيرة وجدوا أنفسهم ضحايا أعراض مرضية غامضة تتراوح ما بين ألم المفاصل، ارتفاع الحرارة، القشعريرة، ضيق في التنفس، فقدان البصر، عدم القدرة على تحريك الأطراف ... وغيرها من الأعراض التي فاقت طاقة الأسر الفقيرة للدخول في دوامة طلب التشخيص والعلاج، قبل أن يدرك المريض متأخرا أنه ضحية الجذري.

الجانب المشرق في القصة أن الفنانة الفرنسية " اليزابيث ديسفو"، الشابة الغنية التي قادها قدرها ذات قصة حب إلى المغرب، سوف تتحول إلى ملاك حارس لهذه الفئة من المغاربة منذ الخمسينات، حيث بدأت تتقرب منهم بعد أن صدمتها طريقة التعامل معهم من خلال عزلهم عن الناس خوفا من العدوى.

ولأن تصلب الأطراف وفقدانها من أعراض المرض،  اختارت اليزابيث أن تجعل من الفن طريقة لترويض أطراف المرضى، و في نفس الوقت فرصة لتعلم صنعة تضمن لهم مورد رزق، لتحول المستشفى إلى ما يشبه تجمعا إنسانيا يتلقى فيها المريض العلاج والدعم، و إن كان هذا الدعم قد عرض إليزابيث نفسها للعزلة من طرف بعض أصدقائها الذين كانوا يخافون العدوى منها بسبب احتكاكها الدائم مع المرضى.

 

 

النبذ والتخلي هما أكثر النهايات التي كان يخافها المرضى، ومنهم من فضل عدم الكشف عن حقيقة المرض الذي شفي منه منذ سنوات " حتى واحد معارفني باش كنت مريضة، حتى ولادي عمري مقلتها ليهم" تقول إحدى المريضات التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، وحتى عدم ذكر المرض الذي وصفته ب "داك المرض"، الذي جعلها تتجرع ألم التخلي والوحدة بعد أن عزلت سنوات داخل المستشفى.

ومن النقاط الصادمة في شهادات بعض من يعاني من المرض لحدود اليوم، وهو المرض الذي اعتقد الكثيرون أنه أصبح من  الماضي، سوء معاملة بعض الأطر الطبية التي تشعر المريض بأنه كائن مرعب ينبغي الابتعاد منه، وهو ما يؤثر نفسيا على المرضى، "  حين قدمت أول مرة لطلب العلاج، لم أكن أدري بعد أنني مصاب بالجذام، لكن الممرضة وضع الدواء فوق خشبة ووقفة من بعيد لتمده إلي" .. يقول الشاب بانسكار.

ولسوء حظ المرضى أن إليزابيث التي بلغت من العمر اليوم 82 سنة، واختارت العودة لفرنسا، أنهم لن يجدوا ذلك الدعم و الاهتمام من سيدة كانت تحرص على تعليمهم أصول الحياكة بفنية، وتعمل على بيع منتوجاتهم في المغرب وخارجه، كما كانت تحثهم على الاستمرار في العمل بعد مغادرة المستشفى و العودة إلى مدنهم وقراهم النائية، " كنت أطلب منهم العودة إذا احتاجوا للمساعدة، و أخبرهم أني سأضمن لهم المال للتنقل، كما أشترط عليهم الذهاب للمستشفى لمراقبة وضعهم الصحي ... و أحيانا كنت أقوم بدور الوسيط بينهم وبين  الأطباء" تقول إليزابيث التي كشفت صور ألبوماتها أنها حولت القسم الذي كان يضم مرضى الجذام بمستشفى إلى ما يشبه خلية النحل التي أخرجت المرضى من الشعور بالوحدة والعار والنبذ ...