اقتصاد

مجمع الفوسفاط: هكذا تفاعلنا مع تقرير مجلس الحسابات

أحمد بلحميدي الثلاثاء 19 مارس 2019
المجمع الشريف للفوسفاط
المجمع الشريف للفوسفاط

AHDATH.INFO

في حالة قد تكون نادرة لم تحدث مع مؤسسات عمومية أخرى, تفاعل  المجمع الشريف للفوسفاط بإيجابية مع التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى للحسابات حول النشاط  المنجمي للمجمع.

الأكثر من ذلك  اعتبر مصدر مأذون من داخل المجمع الرائد عالميا في إنتاج الفوسفاط ومشتقاته, في تصريح ل"أحداث أنفو"  أن التقرير تمت صياغته بطريقة جيدة ومهنية, مضيفا بأن الملاحظات التي جاء بها التقرير, والتي سبق أن لرئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو أن تطرق إليها بالبرلمان, انخرط المجمع في معالجتها  فعليا منذ مدة من أجل تجاوز بعض أوجه النقص.

لكن قبل ذلك نوه المجلس بالإنجازات التي حققها المجمع لاسيما منذ انطلاق استراتيجيته التصنيعة, التي مكنت من تنويع الإنتاج, لدرجة أن مبيعات  الأسمدة الفوسفاطية  غدت تمثل نسبة 57 في المائة والحامض الفوسفور نسبة 24 في المائة,بل إن حصة المجمع في سوق الأسمدة في السوق العالمية بلغت 22 في المائة.

وعمم فريق إدريس جطو بالمجلس  أول  أمس الاثنين خلاصة لنتائج المراقبة التي أجراها على النشاط المنجمي للمجمع دون نشر كافة المعطيات. مبرر ذلك, عدم الإضرار بمصالح المجمع, لاسيما أنه يواجه منافسين شرسين بالأسواق العالمية.

و فيما جاء التقرير خاليا من مؤاخذة تتعلق ب"الأخلاقيات" أوبسوء التدبير, فإنه تضمن عدة  ملاحظات تهم تسيير النشاط المنجمي, من بينها وقوفه على نقص في الدراسات الضرورية للتخطيط لفتح مناجم جديدة، للاستجابة لحاجيات استراتيجية تنمية القدرات الإنتاجية التي شرع فيها المجمع في سنة 2008,مع غياب جدولة زمنية في الوقت الذي اقتصر البرنامج الممتد الى سنة 2050، والذي يعد وثيقة التخطيط المرجعية على تحديد المناجم الجديدة دونما تحديد المعايير المعتمدة لتحديد الأولويات بينها.

ولاحظ التقرير, كذلك   غياب آلية تأطير رسمية وموثقة  لتحديد المتدخلين , فيما يتعلق بتوفير الأوعية العقارية وبرمجة الحاجيات العقارية. في هذا الإطار يذكر أنه منذ تحول المجمع من "مكتب" إلى شركة مساهمة, لم يعد من صلاحياته نزع الملكية, بل أضحت من صلاحيات الوزارة الوصية, يوضح مصدر "أحداث أنفو" مشيرا إلى أن هذا المشكل مطروح بالفعل, وخير مثال منطقة البروج التي تزخر بحقول فوسفاطية, فيما "نرى تمدد العمراني بها حاليا".

كما وقف  التقرير ان المجمع، أن تدبير مغاسل الفوسفاط تتم دون مخزون احتياطي مما قد يؤدي إلى اضطرابات في برامج الانتاج.

المجلس سجل كذلك قصورا على مستوى تدبير المعدات، حيث يتجلى ذلك حسب التقرير في غياب حديد المعدات اللازمة لاستخراج الفوسفاط مع غياب تخطيط لتجديد حظيرة العتاد والتخلص من المتقادم منه من اجل الاستفادة منه، مسجلا كذلك تأخرا في برامج الصيانة للارتقاء بالمعدات وفق المعايير الدولية, وكذلك على المستوى المعلوماتي.

وعلى المستوى البيئي ورغم تنويه المجلس بالتقدم الذي أحرزه برنامج "التميز البيئي" الى أنه يجب بذل مجهود اضافي، لاسيما على مستوى إعادة تأهيل المساحات الكبيرة المستغلة، وكذلك على مستوى تصريف الأحوال الناجمة عن غسل الفوسفاط.

"هي ملاحظات في محلها, وشرعنا في تفعيلها منذ مدة" يجدد المصدر ذاته التأكيد مرة أخرى, مشيرا إلى أنه على مستوى المعدات والصيانة إلى أن هناك عدة شركاء, لأنه عند إطلاق طلبات العروض, تتقدم عدة مقاولات بملفات ترشيحها, ثم "من يكره أن يكون له شريك أواثنان؟".

وفي هذا الإطار, يشير المجمع إلى  أنه انخرط منذ أربع سنوات في برنامج للتحول الرقمي من أجل التمكن من الاستغلال الأمثل لمختلف الآلات والمعدات, حيث بات يتوفر الآن على منصة  تغطي موقعين منجميين وذلك في أفق  تعميم التجربة على مواقع أخرى.

الأكثر من ذلك يستعد المجمع لافتتاح مركز بيانات "داتا" بابن كرير في شهر يونيو المقبل, من أجل الحفاظ على معطياتها بشكل مستقل, يضيف المصدر مشيرا إلى أن المجمع وبشراكة مع الفاعل العالمي "إي بي إم" يتم إعداد كوادر بشرية في مجال المعلوميات الصناعية, فضلا عن استقطاب خريجي المدرستين التي افتتحهما المجمع بكل من خريبكة وابن كريرو ذلك لتدارك النقص الحاصل في الموارد البشرية في هذا المجال.

وأما على المستوى البيئي, فإن هناك العديد من المبادرات التي استبق إليها المجمع. يكفي هناك ذكر مبادرة غرس 5 ملايين شجرة, وهي أشجارباتت تعطي غلتها وخير مثال على ذلك أنه في موقع خريبكة مثلا باتت الأراضي التي كانت في وقت من الأوقات يستخرج منها الفوسفاط تنتج حاليا زيت الأركان, هذا فضلا عن  البرامج التي أطلقت لإعادة استثمار  الوحل, من أجل توفير المياه, وقبل ذلك هناك  أنبوب نقل الفوسفاط الذي بات يمكن من تفادي ثاني غاز الأوكسيد وتوفير ثلاث ملايين متر مكعب من الماء, يختتم المصدر.