بوابة الصحراء

نشطاء حقوق الانسان أم كتائب في حرب عصابات ؟

بوابة الصحراء الخميس 10 يناير 2019
GetAttachmentThumbnail
GetAttachmentThumbnail

بوابة الصحراء: المصطفى عبدالدائم

امينتو حيدار " المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان " في زمن ال كينيدي ، تقود هذه الأيام كتيبة من " الحقوقيين " ليس الى " المحافل الدولية " لاقتناص الجوائز التي يبدو أنها انقرضت ، ولكنها وربما بسبب ذلك الانقراض فان السيدة امينتو حيدار تقود " كتيبة الحقوقيين " الى جبهة القتال وخطوط التماس .. تقودهم الى منطقة امهيريز بعد توصلها وكتيبتها باستدعاء عاجل من قيادة أركان جيش البوليساريو وهو استدعاء اجباري ولم يعد في امكان امينتو حيدار التهرب من تلبيته كما كانت تفعل زمن ارتباطها بمركز روبرت كينيدي ، فهذه المرة لن تستطيع ان تراوغ كما كانت تفعل تحت ضغط ابنة السيناتور المغتال روبرت كنيدي بجوابها عن سؤال :( لماذا لا تذهبين الى المخيمات بتندوف ) ( لأني انتظر ان يأتوا هم الي ) ...

كان هذا الانتظار زمن مظلة مركز روبرت كنيدي وفوائده المادية والمعنوية ، ولكن عند فك هذا الارتباط وانتفاء فوائده لم يعد امام السيدة امينتو حيدار اي مبرر لرفض الذهاب الى المخيمات بتندوف خصوصا وان البوليساريو استعادت الامساك بزمام الأمور وتعرف كيف توزع الفوائد والمنافع ، وتحرص على ابقاء هؤلاء " المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان " تحت السيطرة ، لانه لا يجب ان يكونوا فوق البوليساريو .. البوليساريو الشرعية العسكرية التي لن تقبل أبدا بوجود شرعية مدنية .. لان الشرعية المدنية مزعجة ومقلقة خصوصا وهذا الالحاح الاممي على ضرورة " الترخيص للجمعيات " وتشجيع " اشراك المرأة والشباب في المفاوضات " . ان خوف البوليساريو ان تكون الشرعية المدنية بديلا في المفاوضات لم تخفه يوما ، وما استدعاء امينتو حيدار وكتيبة الحقوقيين الصحراويين لحضور نشاط ذي طابع عسكري صرف بامهيريز الا عنوانا بارزا لهذا الخوف ، وتأكيدا للجميع انه لا شرعية غير الشرعية العسكرية ، وان " المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان " ما هم الا جنودا في جيش البوليساريو ، وان احد اهم ادوارهم هو " تأجيج الوضع بالمدن الصحراوية " كما عبر عن ذلك البشير مصطفى السيد في كلمته الترحيبية بهم .

لا وجود طبعا في العالم ل مدافعين عن حقوق الانسان يباركون الحرب ، وينتصرون لدواعي القتل ، ويستدعون مبررات العنف تحت اي ظرف كان ، لان ذلك يتناقض كليا مع دفاعهم عن حقوق الانسان والتي أسمى حق فيها هو الحق في الحياة .

وعليه فانه عندما قبلت السيدة امينتو حيدار والكتيبة الحقوقية المرافقة لها حضور يوم الأحد 6 دجنبر 2019 بامهيريز نشاطا عسكريا صرفا تكون ومن معها قد اغتالت مع سبق الإصرار " الحق في الحياة " وانتصرت بقوة " للحق في ازهاق الأرواح والترويج لخطاب الكراهية واشاعة لغة الحرب والدمار " وبذلك تكون ومن معها قد أسقطت واسقطوا عنهم جميعا صفة " المدافع عن حقوق الانسان " الذي يفترض انه متشبث شرس على المسافة الضرورية واللازمة من ماهو سياسي وما هو ذو طابع عسكري دموي ...

صحيح ان رهان البوليساريو ايضا من استدعاء امينتو حيدار ومن معها لهذا النشاط العسكري هو محاولة لدفع المغرب لاعتقالهم من اجل تأليب الرأي العالمي عليه والغربي خصوصا ، وجعل هؤلاء " الحقوقيين " يستعيدون بعضا من " البريق الجماهيري " الذي خسروه حتى أصبحوا في قاموس الشارع الصحراوي مجرد " برقوقيين "