ثقافة وفن

البيضاء تحتضن ندوة حول "موسيقى الآلة بين الشريعة والتاريخ"

حسن حليم الاحد 11 نوفمبر 2018
CapJJUHYGTTALAAture
CapJJUHYGTTALAAture

AHDATH.INFO

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، نظمت جمعية النوبة الأندلسية ليلة الجمعة 9 نونبر 2018 بقاعة الندوات التابعة لجماعة الصخور السوداء بالدار البيضاء،ليلة فكرية وطربية، تتبعها عدد كبير من المهتمين وعشاق الطرب الأندلسي الذين قدموا للأستمتاع بفقرات هذه التظاهرة الفنية من خلال مائدة مستديرة تحت عنوان "  موسيقى الآلة بين الشريعة والتاريخ"،تناول الجانب التاريخ منها عبد الله شريف وزاني أستاذ وباحث في الفكر الإسلامي وعلوم التربية،أما الجانب الشرعي تكلف به إدريس الفاسي الفهري نائب رئيس جامعة القرويين وأستاذ التعليم العالي،فيما تناول محمد التهامي الحراق أستاذ  باحث في التصوف والمديح والسماع الجانب الجمالي في الطرب الأندلسي.

في الشق المتعلق بتاريخ الموسيقى الأندلسية ،أشار عبد الله شريف وزاني إلى أن الحديث عن طرب الآلة ليس بالضرورة كلام عن الفرح والمتعة والإنتشاء، بل أساسا هو ثقافة وحضارة وموروث حضاري وروحي نعتز به منذ أزيد من إثني عشر قرنا،موضحا أن البداية كانت مع زرياب الذي كان متواجدا بالعراق ،وهو من أصل كردي، غادر بغداد مكرها وتوجه نحو بلاد الأندلس والمغرب،حاملا معه تراكمات موسيقية مهمة،أسس بقرطبة أولى المدارس، اتى بحضارة ورقي، أدخلهما على  الموسيقى في ذلك الحين.وهو بالتالي وضع الأصبع على الحمولة التاريخية لهذا النوع من الموسيقى، وذلك من خلال تناول الأشعار والمعاني من زاوية أخلاقية وتربوية." وهذا ما نراه عند الرائد لبريهي الذي كان فقيها،حاملا للقرءان الكريم،وهو من علماء القرويين ومتقن للطرب الأندلسي،حيث أعاد نظم رمي الماية إلى أشعار تتغنى بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام،حولها من غزل إلى مديح".أما مساهمة إدريس الفاسي الفهري، تناول من خلالها الحكم الشرعي في شأن الموسيقى،مشيرا إلى أن هناك مؤلفات عديدة ، منها المجيزة والمانعة ،مؤكدا إلى أن جميع ما يروج لا في الكتاب ولا في السنة أو أقوال الأئمة ليس فيه صحيح وصريح، ومن المنطقي أن يكون معناه واضحا".من جهته اعتبر محمد التهامي الحراق  الموسيقى الأندلسية أو طرب الآلة إطارا فنيا ممزوجا بجمالية روحية وصوفية،مؤكدا على أن التناغم الحاصل بين الموروث الأندلسي والمغربي،مس الجانب الشعري والنغمي والإيقاعي، وتبلور في الطرق الصوفية، وظهر فيه كبار أعلام التصوف كأبي الحسن الشفشتاني،حيث تم تصويف الأشعار وتحويلها من أغراض دنيوية وغزلية  ألى إطار روحي،يقيس الجانب الصوفي، من خلال الإحتفالات الدينية وأهمها  عيد المولد النبوي.وهكذا احتضنت الزوايا هذه الموسيقى وقامت بروحنتها وبناء طبوع تماشيا مع الجانب الأخلاقي والجمالي.

اختتم اللقاء بسهرة فنية شارك فيها كل من الفنان مروان حجي وفقرات من السماع والمديح برئاسة محمد التهامي الحراق وأخرى من الطرب الأندلسي أدتها مجموعة النوبة الأندلسية برئاسة إبراهيم شريف وزاني.