السياسة

مندوبية التامك تحارب الأمية داخل السجون

الحسن زاين ( صحافي متدرب ) الخميس 08 نوفمبر 2018
Tamek-colloque-international-a-la-prison-locale-Arjat-M-504x300
Tamek-colloque-international-a-la-prison-locale-Arjat-M-504x300

AHDATH.INFO

قال المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، الأربعاء 7 نونبر 2018، خلال كلمة افتتاحية لأشغال ندوة دولية حول محو الأمية، بالسجن المحلي العرجات: " لا أحد يجادل في كون الأمية افة مجتمعية يعاني المغرب من اثارها على مستويات مختلفة، وهي بالتالي تشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام مجهود التنمية الشاملة "، وتابع التامك : " إن القضاء على الأمية يعزز كرامة المواطنين ويضمن مشاركتهم الواسعة والفعالة في المسار التنموي الوطني ".

ودعا المسؤول الأول عن قطاع السجون بالمغرب، إلى مضاعفة الجهود وتقوية الشراكات بين جميع المتدخلين، مع تفعيل التوصيات المنبثقة عن أشغال المناظرة الوطنية حول محاربة الأمية المنعقدة بقصر المؤتمرات بالصخيرات يومي 13 و14 أكتوبر 2017.

وأكد التامك، أن المندوبية العامة قد أولت أهمية خاصة لبرامج محو الأمية من خلال نهج سياسة معقلنة على مستوى نوعية البرامج والتكوين، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين بهذا المجال.

وأضاف المتحدث ذاته، أن المندوبية واصلت تكريس الجهود المبدولة في مجال محاربة الأمية في أفق القضاء عليها بصفة نهائية بالمؤسسات السجنية، عن طريق التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتفعيل برنامجها المتعلق بمحاربة الأمية داخل المساجد. وأشار التامك، إلى أن عدد المؤسسات السجنية التي تتوفر على هذا البرنامج، وصل إلى 65 مؤسسة منها 23 زودت بالوسائل السمعية البصرية المعتمدة في هذا البرنامج.

وأردف التامك، أن المندوبية العامة تشرع في تنفيذ برنامج شامل تحت عنوان " سجون بدون أمية "، بتنسيق وشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، واستهدف البرنامج خلال الموسم الدراسي 2016/2017، 11 ألف من المحكوم عليهم و 10 الاف في الموسم الدراسي 2017/2018، ويهدف هذا البرنامج، حسب التامك، إلى تهيء السجناء لإدماجهم، من خلال تعرفهم على حقوقهم وواجباتهم، والتعامل مع ضوابط الاعتقال بشكل ايجابي، بالإضافة إلى اكتسابهم لكفايات جديدة مرتبطة بمشاريع فردية أو جماعية.

وبالمناسبة ذاتها، استعرض التامك أرقاما متعلقة ببرنامج " سجون بدون أمية "، وقال : " بلغ عدد السجناء المستفيدين من البرنامج بتأطير من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال الموسمين المذكورين ما مجموعه 10 الاف و524 سجين أي ما نسبته 53 بالمائة من مجموع المستفيدين في حين بلغ عدد المستفيدين المؤطرين من طرف الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ما مجموعه 9360 سجين أي بنسبة تصل إلى 47 بالمائة من مجموع المستفيدين ".

وختم المندوب العام، كلمته بالتأكيد على عزم المندوبية بتحقيق نتائج أكبر من التي حققتها الآن، وأعلن عن حاجة المندوبية إلى مشاركة جميع الفاعلين خصوصا المؤسساتيين منهم والانخراط، في برنامج سجون بدون أمية، وتوفير فضاءات خاصة بدروس محو الأمية داخل المؤسسات السجنية عن طريق عقد شراكات.

وعرفت الندوة كذلك، تقديم شهادة لنزيلين مستفيدين من برنامج محو الأمية، يتعلق الأمر بــ هـ.ض ، الذي قال: " ولجت المؤسسة السجنية وأنا أمي لا أحسن القراءة ولا الكتابة وربما أميتي وجهلي هما سبب ولوجي إلى السجن بعد وقوعي في المحضور "، وتابع هـ.ض: " التحقت بأقسام محو الأمية داخل السجن وتعلمت أبجديات الكتابة والقراءة بمساعدة مؤطرين، بعدها قررت الالتحاق بالسجن المركزي بالقنيطرة وهناك حصلت على الشهادة الابتدائية سنة 2006، ثم انتقلت إلى السجن المحلي عين السبع وحصلت على الشهادة الإعدادية سنة 2009، وعلى شهادة البكالوريا شعبة الآداب سنة 2014، وبعدها التحقت بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، وحصلت على الإجازة في القانون الخاص سنة 2018 ".

ومن جانبها قالت، س.ب، نزيلة بالسجن المحلي أيت ملول 2، مدانة بــ 20 سنة سجنية، في تصريحات صحفية خصت بها الأحداث المغربية: " قضيت ما يقارب ست سنوات داخل المؤسسة السجنية واستفدت خلال هذه المدة من التكوين المهني شعبة الخياطة، وشعبة الحلاقة، وحصلت على الإجازة تخصص قانون خاص وأنا طالبة بسلك الماستر شعبة المنظومة الجنائية والحكامة الأمنية.

وفي نفس الوقت طالبة بالسنة الثانية إجازة علوم الاقتصاد، واستفدت مؤخرا من تكوين خاص بمحاربة الأمية وأصبحت بفضله أشرف على ما يقارب 50 نزيلة وأسعى جاهدة لمحاربة الأمية داخل صفوف السجينات ". ودعت س.ب السجناء إلى الاستفادة من الأمور الايجابية داخل أسوار السجن ومحاولة تحسين مهاراتهم وخواياتهم وتجنب الاستسلام للواقع، واعتبرت المتحدثة ذاتها المؤسسة السجنية، بمثابة مرفق عمومي الكل معرض لدخوله.

وتوزعت أشغال الندوة الصحفية المنظمة تحت شعار " سجون بدون أمية "، حول جلستين، جلسة أولى خصصت لمقارنة التجارب الدولية بمشاركة مجموعة من الفاعلين، الخبراء والأكاديميين في مجال محاربة الأمية، بينما تناولت الجلسة الثانية التجارب الوطنية خلال محورين، محور الأمية في الوسط السجني بالمغرب: الوضعية الراهنة والدروس الستخلصة، ومحور الأمية ودورها في إدماج السجين: مقاربة نفسية واجتماعية.

وتهدف الندوة إلى استخلاص الممارسات الجيدة لتنفيذ برنامج محو الأمية داخل المؤسسات السجنية، وتحديد أفضل مقاربات التعلم التي من شأنها أن تساهم في إعادة الإدماج الاجتماعي المستدام للسجناء، مع العمل على تحقيق الإلتقائية بين الجهود المبذولة والموارد المتوفرة لإنجاح هذه البرامج وفق مقاربة وظيفية ومندمجة.

والجدير بالذكر أن أرقام الأمية قد انخفضت بشكل كبير خلال العشر السنوات الأخيرة، إذ ربح المغرب 11 نقطة في مؤشر نسبة الأمية، واستفاد أكثر من 6 ملايين متعلم بتأطير من 14 ألف مؤطر، وفق 6 برامج لمحاربة الأمية وأكثر من 20 اتفاقية مع الفاعلين العموميين و أزيد من 2300 جمعية شريكة.

في حين يسعى برنامج محاربة الأمية إلى تقليص نسبة هذه الآفة إلى 20 بالمائة سنة 2021 وإلى 10 بالمائة سنة 2026، ولتحقيق هذا الهدف قامت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بدعم من شركائها، بوضع استراتيجية وطنية لمحاربة الأمية تقوم على إقامة حكامة جيدة وتحسين جودة التعلمات مع الملائمة بين العرض والطلب.