ثقافة وفن

تكريما لروح المبدعة.. إطلاق جائزة زهرة زيراوي للإبداع الشبابي

محمد معتصم الثلاثاء 06 نوفمبر 2018
Capture d’écran 2018-11-06 à 11.34.29
Capture d’écran 2018-11-06 à 11.34.29

AHDATH.INFO

أطلقت جمعية ملتقى الفن وجامعة المبدعين المغاربة "جائزة زهرة زيراوي للإبداع الشبابي"، وفاء لروح الأديبة الكبيرة والفنانة التشكيلية الراحلة زهرة زيراوي، وعرفانا بما قدمته للثقافة المغربية من خدمات جليلة وما أسدته انتصارا للفكر الإنساني الحر وصونا لرموز الثقافة والإبداع، باستضافتها ـ رحمها الله ـ لقمم من نظار الفلسفة والفن.

وكانت الراحلة قد استقبلت ببيتها رموز سامقة من المغرب ومختلف أصقاع العالم، ابتغاء الارتواء من ينبوع المعارف والاستئناس بحلاوة الترحل في سماوات الإلهام والتخييل، وانسجاما مع ما حملته محاضراتها ولوامعها من حمولات معرفية وإشراقات حكمية، وما عكسته لوحاتها من جمالية رائقة وإيقاع متفرد، وما جسدته كتاباتها العميقة والمتنوعة من قيم جمالية وإنسانية عظيمة، واعتبارا لما شهدته كل المنتديات التي ترأست أعمالها بروح متزنة وأريحية مثلى، وما بـذلته من أجل تشجيع الشباب على خوض غمار التجارب الإبداعية في مختلف فنون التعبير بواسطة الريشة والقلم.

وقد خصصت الدورة الأولـــــى لجنس القـــصة، حيث سينظم حفل لتوزيع الجوائز على الفائزين  بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الكاتبة والفنانة التشكيلية زهرة زيراوي يوم السبت 10 نونبر ابتداء من الساعة السابعة مساء بقصر السفراء بمدينة  الدار البيضاء.

كتب الناقد الجمالي عبد الله الشيخ ،" أن الكتابة الجمالية عموما و التشكيلية خصوصا  لدى زهرة زيراوي هو الجسر الذي نتقاسم العبور عليه ... انها ، بمعنى اخر ، دورتنا الدموية التي تضخ الحياة الرمزية في شرايين وجودنا الاعتباري بكل جبهاته ونوافذه المتعددة ، تراها مكابرة تضمد جراحاتنا اليومية بأريحيتها الانسانية التي تسع للجميع ، رافضة لغات الاقصاء ، والمحو ، والمزايدات المغرضة المبطنة بالأحقاد والحسابات الضيقة . تراها ، أيضا تعزف على ايقاع السفر الباطني محتضنة أحلام فنانين رواد و آخرين من الجيل الصاعد في مختلف بقاع الوطن العربي بمختلف حدوده الجغرافية ـ أتذكر مؤلفيها المرجعيين " التشكيل في الوطن العربي :  مقامات أولى  ومقامات ثانية.

أديبة أريبة ، فنانة تشكيلية  مبدعة  وإنسانة بامتياز . في حضرة كتاباتها الجمالية والعرفانية كما في حضرة بيتها الأسري بالدار البيضاء ـ بيتنا جميعا ـ نتعلم أبجديات الحوار التفاعلي ، وحقائق دبلوماسية القرب بمعانيها النبيلة بدون تكلف أو تصنع أو أقنعة . هكذا ، عرفت المبدعة المتبصرة والحكيمة زهرة زيراوي .

انشغال دائم بقيم التراث والحداثة ، ومساءلة عميقة لجغرافيات الجمال الرمزي والروحي التي لا  وطن لها بالمفهوم المجالي للكلمة . انها تمارس الكتابة بعين القلب بصفتها مجرى هواء ، فهي تعتبر التفكير عمل الروح وليس عمل اليد .

هذا هو سر سلاسة أفكارها  ولوحاتها التعبيرية وبساطتها الممتنعة فما يشغل مخيلة زهرة زيراوي هو الفلسفة الجمالية ذات النزعة الانسانية . فهي تعتبر مدار اشتغالها هو الانسان كطاقة مفكرة ، وكروح وجدانية حرة ، راصدة تجليات الابداع المستقل في عدة مسارات لا ترتهن بالجنس ، أو بالسن ، أو بركام التجربة . وحده الابداع يسكنها ، ويحدد بوصلة اختياراتها الحدسية العميقة ، ابداع بالتذكر لا بالمحو نصير معه متلقين من الدرجة الثانية ."

تحية لك ، أمنا زهرة ، لأنك لم تكتف بتقديم " المعلومات  الضرورية " عن الفنانين المبدعين في إطار بيداغوجي مدرسي ، بل طرحت أسئلة وإشكاليات تهم ثقافة العين ، ومصير الجماليات البصرية في عالم يتحدث لغة العمارة الاسمنتية .