مجتمع

بعد تراكم الخلافات مع الوزارة.. إقالة مدير المعهد الملكي لتكوين الأطر

مجيد حشادي الاثنين 15 أكتوبر 2018
irfc
irfc

AHDATH.INFO

أقدمت وزارة الشباب والرياضة ، على إقالة مدير المعهد الملكي لتكوين الأطر، من منصبه الذي لم يعمر فيه سوى سنة واحدة.

وكشفت مصادر من داخل الوزارة، أن هذه الإقالة تمت خارج الضوابط القانونية، باعتبار أن مهام مدير المعهد الدكتور عبد الرزاق العكاري، تنتهي في سنة 2021، وأن الحالة الوحيدة التي يمكن أن يقال فيها مسؤول بعد سنة من التعيين، هو ارتكابه لخطأ جسيم، وهو ماكان يستوجب، وفق ذات المصادر، الإحالة على القضاء.

مصادرنا، قالت إن قرار الإقالة الذي توصل به المعني بالأمر اليوم، لم يكن مسببا، ولم يشر لدوافعها، لكنها كشفت بالمقابل أن قرار الإقالة، هو نتيجة لخلافات محتدمة، تراكمت لفترة، بسبب ماوصفته، تصميم الدكتور العكاري تطبيق القانون، ورفضه قبول التعليمات.

أول هذه الخلافات، وفق ذات المصادر، تعود لفترة الدخول الجامعي، خلال الصيف، حين أعلنت إدارة المعهد عن فتح باب الترشح لاجتياز امتحان الولوج للمعهد، قبل توصله بمراسلة من الكاتبة العامة للوزارة، تطلب منه تأجيل موعد الامتحان، لوجود ثلاثة عناصر من فريق الفتيان غير مستعدين لاجتياز المباراة.

وأضافت المصادر، أن المدير رفض الطلب، بحجة أن موعد الامتحان قد تم تبليغه للمرشحين، وأنه من الصعب تعديل التوقيت الذي أُبلغ به المآت من الطلبة.

كما رفض المدير، لاحقا، وفق ذات المصادر، الرضوخ لضغوط بفتح الباب أمام مرشح راسب، من أجل الالتحاق، بوجود توصية بشأنه، حيث صرح مدير المعهد بأن لائحة الناجحين، قد تم تعليقها بالمعهد، ولايمكن إجراء أي تعديل بشأنها، مصرا على موقفه، باحترام القانون.

هذا الخلاف، وفق المصادر ذاتها، جاء في أعقاب خلال سابق، مرتبط بإقدام المدير، بعد تعيينه، على مطالبة فريق نهضة بركان بتأدية مبلغ 150 مليون سنتيم، كانت بذمته، منذ فترة الوزير أوزين، حين كان يستفيد من الإقامة بالمعهد، حيث صمم المدير على استخلاص هذا الدين، بالرغم من كون إدارة الفريق امتنعت في البداية، بحجة أن الوزير أوزين فتح المعهد للفريق بالمجان.

قرار الإقالة هذا، تضيف مصادرنا، صادف إقدام مدير المعهد هذا الأسبوع، على مراسلة مركز المعمورة، والتهديد بقطع الكهرباء عنه، لكون المركز، الذي تستفيد منه جامعة كرة القدم بالمجان، تُؤدى فاتورة الكهرباء الخاصة به، من ميزانية المعهد، حيث تستنزف سنويا، حوالي 90 مليون سنتيم.

وهو المبلغ الذي كان من تبعاته اضطرار المعهد لوقف عملية توفير نظـام الداخلية لفائدة الطلبة.

مصادرنا في النهاية، قالت أن من يقف وراء قرار إقالة مدير المعهد الملكي لتكوين الأطر، هي الكاتبة العامة بالوزارة، والتي عينت حديثا في هذا المنصب، قادمة من مديرية الميزانية، حيث كانت تحت الإدارة المباشرة لفوزي لقجع، قبل أن يتم تعيينها في منصب الكاتبة العامة لوزارة الطالبي العلمي.

وبالرغم من قصر المدة التي قضاها الدكتور العكاري في منصبه على رأس المعهد الملكي لتكوين الأطر، إلا أنه، وفق مصادر من الوزارة، استطاع أن يبصم وجوده من خلال عمله على تقوية الترسانة القانونية للمعهد من خلال إصدار دفاتر البداغوجية لمسالك التدريس بالمعهد.

كما أن فترته عرفت ولأول مرة، فتح ثلاثة مسالك للماستر بدون توقف، وقام بإطلاق مشروع إعادة بناء مركز يعقوب المنصور بالرباط بمواصفات حديثة.

وخلال مدة انتدابه القصيرة، قام المعهد باحتضان برنامج رياضة ودراسة مع جامعة كرة القدم، إلى جانب إطلاق أول برنامج لتكوين المنشطين الرياضيين والمدربين الرياضيين من بين الشباب غير حاملين للشهادات بشراكة مع الوكالة الوطنية لانعاش الشغل والكفاءات ANAPEC.

كما عمل على تأهيل المسبح الأولمبي مولاي رشيد، والرفع من مداخيل المعهد حيث انتقلت من 10 مليون درهم الى حوالي 13مليون درهم، والعمل على إشعاع المعهد على الصعيد الدولي من خلال تنظيم عدد من الندوات الدولية واحتضان واستقبال عدد كبير من الرياضيين والابطال من مختلف الدول خاصة من القارة الافريقية.

لكن مايستغرب له أطر وزارة الشباب والرياضة، هو كون الوزير الحالي، وكذا الكاتبة العامة، لم يسبق لهما أن قاما بزيارة للمعهد الذي يقع تحت وصاية الوزارة، أو كلفا نفسهما الانتقال لهذه المؤسسة، للتعرف على طلبتها وهيئة التدريس بها، ومتابعة تدبير الإدارة لمركز يعتبر أداة لتكوين الأطر الرياضية المستقبلية.