اقتصاد

المجلس الاقتصادي والاجتماعي يكشف محدودية برامج التشغيل وادماج الشباب

أوسي موح لحسن الاحد 23 سبتمبر 2018
بطالة الشباب
بطالة الشباب

AHDATH.INFO

أكد  المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في تقريره السنوي لعام 2017،  أن سـوق الشـغل خــلال ســنة 2017 تمكن مـن إحـداث 000 86 ٍ منصـب شـغل ٍ صـاف ِ، عـوض فقـدان 000 37 منصـب شـغل فـي السـنة الفارطـة.

لكن نمـوذج النمـو الوطنـي، في نظره، أضحـى أقـل إدماجـا ّ التشــغيل، ســيما أن نســبة كبيــرة مــن المناصــب المحدثــة تتعلــق بوظائــف تتطلــب مؤهــلات بســيطة وبوظائـف غيـر مسـتقرة، وبالتالـي لا يمكنهـا أن تشـكل رافعـة حقيقيـة للارتقـاء الاجتماعـي.

وأوضح التقرير أن معـدل البطالـة بلغ 2.10 فـي المائـة فـي نهايـة سـنة 2017 ِ عـوض 9.9 فـي المائـة فـي 2016 ، وذلـك رغـم تراجـع معـدل النشـاط.  وأضاف أنه لا يـزال الشـباب يعانـون مـن صعوبـات كبيـرة فـي الحصـول علـى منصـب شـغل، وأنه  يتجـاوز معـدل َ البطالـة فـي صفوفهـم معـدل البطالـة علـى الصعيـد الوطنـي بــ 6.2 مـرة. كمـا يفـوق معــدل بطالــة الشــباب 40 فــي المائــة فــي الوســط الحضــري.

وبرر التقرير, هــذه الوضعيــة بالتأثيــر المحــدود لمختلــف برامــج إدمــاج الشــباب، وتُبــرز أيضا ضــرورة اعتمــاد رؤيــة شــمولية ومندمجــة علــى المـدى الطويـل فـي مجـال تشـغيل الشـباب. وأضاف أن ضعـف خلـق المقاولـة يساهم فـي تقليـص فـرص الشـغل المتاحـة أمـام الشـباب.

وانتقد في هذا الاطار الاقتصـاد الاجتماعـي والتضامنـي، والـذي غالبـا مـا يتـم تقديمـه كأحـد الحلـول التـي مـن شـأنها أن تسـاهم فـي الرفـع مـن قـدرة الاقتصـاد علـى الإدمـاج، وقال انه ينبغـي بـذل المزيـد مـن الجهـود علــى مســتوى هــذا القطــاع. وبرر ذلك بانه رغــم اعتمــاد الاســتراتيجية الوطنيــة للنهــوض بالاقتصــاد الاجتماعــي بعـد سـنتين مـن بلـوغ أجلهـا، فـإن القطـاع لا يسـاهم والتضامنـي برسـم الفتـرة 2010 - 2020 ، إلا بنسـبة 2 فـي المائـة مـن الناتـج الداخلـي الخام، أي أقل من الهدف الذي حددته الاسـتراتيجية حاليـا فـي 9.3 فـي المائـة فـي أفـق سـنة 2020 ِّ .

كمـا لا يشـغل القطـاع سـوى 5.5 فـي المائـة مـن السـكان النشـيطين، بـدل نسـبة 5.7 ُ فـي المائـة المحددة فـي إطـار الاسـتراتيجية المذكـورة.

وعـلاوة علـى ذلـك، يضيف, تؤكـد النتائـج التـي حققهـا قطـاع الاقتصـاد الاجتماعـي والتضامنـي أن انعكاسـاته علـى إدمـاج حاملـي ُشـغل سـوى 2 فـي المائـة الشـهادات والنسـاء لا تـزال دون مسـتوى الإمكانـات التـي يتيحهـا، كمـا أن التعاونيـات النسـائية لا تشـكل سـوى 5.14 فـي المائـة مـن مجمـوع التعاونيـات.

وأكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أنه بالرغم من التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال التصنيع، إلا أن القيمة المضافة الصناعية ما زالت لا تساهم بالقدر الكافي في نمو الناتج الداخلي الخام، كما أن المهن العالمية غير قادرة بعد على إحداث ما يكفي من فرص الشغل اللائق لتعويض القطاعات التي تشهد تراجعا.

وذكر المجلس أن المغرب يصنف ضمن فئة البلدان الأقل استعدادا للانخراط في الثورة الصناعية الرابعة، وأمام هذا الوضع، أوصى المجلس بتعزيز الحكامة المؤسساتية والإطار الخاص بقيادة مسلسل التصنيع، من أجل ضمان المزيد من الفعالية والانسجام.

كما أوصى المجلس في تقريره بمعالجة أوجه قصور السوق مع الحرص على تجنب خلق وضعيات ريعية، وذلك من خلال ربط الاستفادة من التدابير التحفيزية بالنتائج المحققة، وكذا تطوير صيغ تمويل ملائمة للصناعات ذات التكنولوجيا العالية والاستثمارات المبتكرة.

والعمـل علـى إرسـاء تصنيـع مسـتدام يكفـل تحقيـق طمـوح جعـل المغـرب بمثابـة «مصنـع أخضـر»، مـع تعزيـز التحفيـزات لفائـدة المقـاولات الصناعيـة الأكثـر احترامـا للبيئـة؛ وضمــان الالتقائيــة بيــن المجــالات الترابيــة، مــن خــلال اعتمــاد نمــوذج «الممــرات الصناعيــة» (industriels corridors ،( ٍ وتشــجيع إشــراك أكبــر للجهــات.

في السياق ذاته، أوصى المجلس بضمان مزيد من التنسيق بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات التكوين، ووضع إطار مرجعي مشترك ومفصل لتقييم المشاريع الاستثمارية الأجنبية الكبرى. كما أوصى أيضا بالنهوض بالابتكار والبحث والتطوير لتعزيز فرص المغرب في تموقع أفضل على مستوى سلاسة القيمة العالمية.