الكتاب

#ملحوظات-لغزيوي: عشاء ودمار وكثير الشعارات!

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 04 سبتمبر 2018
cf718df6cc43ea6aae16936b9977f25e.0
cf718df6cc43ea6aae16936b9977f25e.0

AHDATH.INFO

العشاء ما قبل الأخير!

قال وزير الدفاع الفرنسي إنه يجب الاعتراف بأن بشار الأسد ربح الحرب، لكنه لم يربح السلام.

جملة الوزير الفرنسي لودريان أتت على أمواج إذاعة حاملة معها كل حيرة العالم في التعامل مع هذا الفيلم السوري، الذي ابتدأ ذات ربيع عربي ولم يجد أي وسيلة للانتهاء إلى حد الآن.

لم يجد، ولن يجد بكل تأكيد، لأن كل الأطراف دخلت المعترك السوري، ولأن الحكاية التي حاولت ترويج نفسها باعتبارها هبة شعبية للسوريين من أجل الحرية والتخلص من ابن حافظ، تحولت إلى مستنقع دماء ومعترك لعب سياسي بين العديدين، وإلى دوامة جرت العديدين إلى تياراتها المتلاطمة.

الروسي وجدها طريقة لتجديد عتاده العسكري، ولإثبات قوته في وجه الأمريكي، الذي وجدها فرصة سانحة للنيل من الإيراني وأخذ المال من الخليجي، الذي كان يعتقدها لحظة التخلص من السوري حليف الفارسي، وهنيهة الانقضاض على الشام الذي كان خصيبا، والذي كان جميلا، والذي كان كل الأشياء، ولم يعد اليوم أي شيء.

في المحصلة الختامية، وبعيدا عن الشعارات الكاذبة التي تم بيعها سنة 2011، وبعيدا عن اللعب السياسي القاتل الذي تلاها، يكفيك أن تتجول في الشوارع، وأن تلتقي سوريين وصلوا المغرب، أو دلفوا إلى أوربا، أو تاهوا في شوارع الجزائر، أو ماتوا فقرا وفاقة في بقية الأماكن، بعد أن فقدوا أعز ما يملكون، وبعد أن فقدوا معهم كل ما يملكون، لكي تكتشف حجم المصاب الذي لا تلزمه لجان دولية لكشف القصف الكيمياوي أو غيره طالما أن البؤس الظاهر بالعين المجردة المسلط على شعب كان كريما وكان عزيز النفس وكان كبيرا، كاف لكي يقول كل شيء...

ومع ذلك لازالت القنوات التلفزيونية الكاذبة تدبج تقاريرها الباكية بدموع التماسيح عن نكبة الشعب السوري. ومع ذلك لازالت الاجتماعات تعقد نفسها بنفسها لكي تجل حلا لمشكل صنعه الكثيرون، ولن يجد طرفا واحدا لكي يحله.

الأنكى والأمر أن سوريا ليست وحدها المعنية بهذا الدمار، ففي مكان ما هناك ليبيا تحاول دونما نجاح جمع شتات القتل، وفي الأمكنة الثانية والثالثة التي مر منها الشعار الكاذب خلال ذلك الربيع الموحش هناك موت يطوف في كل الأرجاء.

لنجلس يوما بهدوء ولنعد إلى طرح السؤال: من أطلق بداية الأمر بكل كذب الكون هذا الشعار؟

ربما إذا ما وجدنا الجواب، وجدنا بعضا من بداية طريق لحل عديد الأشياء، أو على الأقل لفهمها إن كنا غير قادرين على هذا الحل.