ثقافة وفن

حدث في مثل هذا اليوم: يعقوب المنصور يهزم ألفونسو الثامن في "معركة الأرك"

محمد فكراوي الأربعاء 18 يوليو 2018
h-FALL-OF-CONSTANTINOPLE-628x314
h-FALL-OF-CONSTANTINOPLE-628x314

AHDATH.INFO

لعبت معركة الأرك التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1195 م بين قوات  السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور وقوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن، دورا كبيرا في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة بلادهم فيها.

ويجمع المؤرخون أن جذور المعركة تعود للحظة التي قام فيها ملك البرتغال سانكو الأول باحتلال مدينة شلب المسلمة -تعرف الآن باسم سلفش- بمساعدة القوات الصليبية وكان ذلك في عام1191 م. عندما علم السلطان يعقوب المنصور بذلك جهز جيشه وعبر البحر لبلاد الأندلس وحاصرها وأخذها وأرسل في ذات الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح أربع مدن مما بأيدي المسيحيين من البلاد التي كانوا قد أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين عاما مما ألقى الرعب في ملوك أيبيريا وخاصة ألفونسو الذي طلب من السلطان الهدنة والصلح فهادنه 5 سنين وعاد إلى مراكش حاضرة بلاد الموحدين.

و لكن لما انقضت مدة الهدنة أرسل ألفونسو جيشا كثيفا إلى بلاد المسلمين فنهبوا وعاثوا فسادا في أراضيهم وكانت هذه الحملة استفزازية وتخويفية أتبعها ألفونسو بخطاب للسلطان يعقوب المنصور -استهزاء به وسخرية منه- يدعوه فيه إلى مواجهته وقتاله فلما قرأ السلطان المنصور الخطاب كتب على ظهر رقعة منه (ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون الجواب ما ترى لا ما تسمع).

تجهز السلطان يعقوب المنصور لقتال ألفونسو وجمع جنده والعديد من المتطوعين من الأمازيغ وعرب أفريقيا وانضمت إليه الجيوش الأندلسية فتجمع له جيش ضخم يوصل بعض المؤرخين عدده لـ600 ألف مقاتل فيقولون أنه كانت المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته مسيرة 3 أيام بينما يذكر آخرون أن العدد بين 200 و300 ألف مقاتل فقط. وانطلق المنصور بجيشه إلى بلاد الأندلس ومكث في إشبيلية مدة قصيرة نظمفيها جيشه وتزود بالمؤن وبادر بالسير إلى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة فبلغه أن ألفونسو حشد قواه في مكان بين قلعة رباح وقلعة الأرك فغير مساره إلى هناك وعسكر في مكان يبعد عن موضع جيش ألفونسو مسيرة يومين ومكث يستشير وزرائه وقادة جيشه في خطط المعركة وكان ذلكفي الثالث عشر من يونيو عام 1195 الموافق 4 شعبان 591 هـ.

أما على الجبهة الأخرى فكان ألفونسو يحاول الحصول على بعض المدد والمساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافارة وليون فوعدوه بالمدد إلا إنهم تعمدوا الإبطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون إلى حوالي 300 ألف مقاتل منهم فرسان قلعة رباح وفرسان الداية.

كان الجيش القشتالي يحتل موقعا متميزا مرتفعا يطل على القوات المسلمة و تحميهم قلعة الأرك من خلفهم وقد قسموا أنفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت إمرة لوبيز دي هارو -أحد معاوني ألفونسو-  وقلب الجيش ومؤخرته ويضم 10 آلاف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة ويقودهم ألفونسو بنفسه.

في يوم القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي في التقدم قليلا لجس النبض فيما اتبع القشتاليون إنزال الجيش على دفعات كلما ووجه الجيش بمقاومة عنيفة واستبدال مقدمة الجيش بمقدمة أخرى في كل مرة يقاومون فيها.

حتى استطاع المسيحيون اختراق المقدمة وقتلوا الكثير من أفراد جيش الموحدين وكان من بينهم أبو يحيى بن أبي حفص قائد الجيش كله واستمروا يخترقون الجيش حتى وصلوا القلب، وفي تلك الأثناء خرج السلطان المنصور فعادت الحماسة لجيش الموحدين، ردوا  هجمات القشتاليين وقتلوا منهم الكثير و فر آخرون.

بعد ذلك بدأ المسلمون في التقدم ناحية من تبقى من الجيش المسيحي وهم عدة آلاف تحت قيادة ألفونسو، أقسموا على أن لا يبرحوا أرض المعركة حتى وإن كانت نهايتهم فيها وقاوم القشتاليين مقاومة عنيفة حتى قتل أغلبهم. ورفض ألفونسو التحرك حتى حمل مرغما إلى قلعة الأرك ومن بوابتها الخلفية توجه لعاصمته طليطلة.

أعطت نتيجة المعركة مهابة للموحدين في الأندلس، و استمروا على هذا الحال حتى حدثت فاجعة "العقاب" التي خسر المسلمون بعدها بقية أراضي الأندلس ما عدا غرناطة وما حولها.

هؤلاء ازدادوا في مثل هذا اليوم:

1918 - نيلسون مانديلا: زعيم ورئيس جنوب أفريقيا العاشر

1961 - عبد الله الرويشد: مغني كويتي.

 

هؤلاء رحلوا في مثل هذا اليوم :

1721 - أنطوان واتو: رسام فرنسي.

1817 - جاين أوستن: روائية إنجليزية