السياسة

كلمة لابد منها: ديمقراطيون ولكن...!

AHDATH.INFO الاحد 18 مارس 2018
Unknown-15
Unknown-15

AHDATH.INFO

مشهدان لعدم تقبل الاختلاف في الرأي والإجبار على تبني نفس التصور ونفس المقاربة عشناهما في هاته الجريدة مجددا مع أحداث جرادة. المشهد الأول الهجوم الحامي عبر فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي على كتاب الرأي لدينا الذين انتقدوا لجوء الشباب في جرادة إلى العنف ضد قوات الأمن،  والذين اعتبروا أن المطالب الاجتماعية العادلة تتحقق بالحوار الحضاري والاحتجاج السلمي القانوني المنضبط للارس به العمل من تشريعات البلد

والمشهد الثاني تعرض مصور الجريدة الذي ذهب لكي يمارس عمله الصحافي فقط في قلب جرادة، مبعوثا من البيضاء إلى هناك لهجوم عدلاوي كاسح، اضطر على إثره لطلب النجدة من طرف محتجين آخرين أمنوا له الخروج من المدينة بعد أن تم تهديده في حياته بشكل واضح لعدم اتفاق « العصابة العدلاوية »، التي أحاطت به، مع تصور الجريدة للأحداث هناك

لا نشتكي شيئا لأننا نعرف أنها ضريبة العمل الإعلامي، ونعلم علم اليقين أن من بيننا في هذا المجتمع من لايتقبل الرأي الآخر أبدا، ومن يعتبر رأيك إذا كان معارضا للشعبوية السائدة أمرا موحى به من طرف جهات خفية وأخرى معلومة، ومن يتخيل ألا وجود لرأي حر نزيه نابع عن قراءة شخصية للأحداث

لكننا في الوقت ذاته ننبه إلى أن ضيق الأفق هذا لن يذهب بنا بعيدا إلى الأمام. بالعكس هو سيؤخرنا مزيدا من الوقت وسيحكم علينا جميعا بتخلف نريد الخروج من براثنه، لذلك لامفر من التذكير ببعض البديهيات مجددا: الحوار الحضاري بالكلام وليس بالحجارة أو الإحراق هو سبيل حل كل الإشكالات، ومن يتصور أن لديه حلا آخر عليه أن يتحمل مسؤولية اللجوء إلى العنف والله أعلم من قبل ومن بعد مثلما نقول دائما حين التباس الأشياء