بوابة الصحراء

محمد سالم الشرقاوي: دينامو الفعل الحقوقي بالصحراء

محمد البوزيدي الاحد 10 ديسمبر 2017
CapCHERKKKture
CapCHERKKKture

يحتفل العالم اليوم الأحد (10 دجنبر) باليوم العالمي لحقوق الإنسان.. هذا اليوم الذي تم إقرار الاحتفال به من قبل الأمم المتحدة احتفاء بالحقوق الطبيعية للبشرية.

الأقاليم الجنوبية شهدت طفرة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وحمايتها من الانتهاك، وكذا النهوض بهاته الثقافة.

وشكلت اللجان الثلاث في الأقاليم الجنوبية آلية أساسية تتمتع بالاستقلالية والمصداقية، بشهادات تقارير الأمناء العامين للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة.

على رأس آلية النهوض بثقافة حقوق الإنسان، وحمايتها من الانتهاك، تأتي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون السمارة، وعلى رأسها محمد سالم الشرقاوي، الذي نخصه بهذا البورتريه: 

اسمه في كل مكان بالعيون،يعرفه الخاص والعام ، إنه الحقوقي الذي حمل لواء تكريس وعي حقوقي متميز بالمنطقة لسنوات مضت، فأضحى اسمه والمؤسسة التي يمثلها حاضرة بقوة في التحولات المجتمعية التي تعيشها الأقاليم الجنوبية حيث تمكن من جعل هذا الملف - الذي لطالما لعب على حباله أعداء الوحدة الترابية -  بالصحراء حاضرا باستمرار وبنفس كوني ينتصر للقيم والمبادئ التي يحملها ضمن جوانحه مهما كانت الظروف والاكراهات.

في نهاية القرن الماضي بدأ مساره النضالي كشاب لم يتجاوز عقده الثاني مع الدينامية المجتمعية القوية التي عرفتها الصحراء، حيث انخرط مبكرا في العمل الميداني الذي يتلمس حاجيات المواطن من خلال بوابة وداديات الأحياء التي تطالب بضمان وتكريس الحقوق المختلفة للمواطن ، فكان بديهيا أن يكون اسمه حاضرا في نضالات سنة 1999 كزعيم ميداني للحركة المطلبية آنذاك وعضوا محاورا للوفود الأجنبية محليا وعضوا في تنظيم مختلف التظاهرات الثقافية والفنية الكبرى التي احتضنتها العيون وأبرزها آنذاك مهرجان شباب السلام سنة 2005 ،كما كان عضوا نشيطا بمختلف لجان المعطلين منذ سنة 1999 حتى سنة 2007 ، ومن الأشياء التي يجهلها الجميع أنه كان آخر من اشتغل ضمن مجموعة المعطلين التي كان يتزعمها، فالهم الجمعي كان حاضرا في أجندته  باستمرار.

ذاع صيته في وقت وجيز من خلال عمله الحقوقي الميداني الذي واكب الطفرة النوعية التي انطلقت مع تجربة العهد الجديد بداية هذا القرن فكان عضوا في  المنظمة المغربية لحقوق الإنسان  وعضو السكرتارية المسيرة للمنتدى المغربي للحقيقة والانصاف فرع الصحراء سابقا .

ساهم في مختلف مراحل اشتغال هيئة الانصاف والمصالحة بالصحراء مع فريق العمل الذي تزعمه آنذاك الراحل ادريس بنزكري سنة 2005، لذلك ومع بزوغ تجربة المكاتب الإدارية للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان تم اختياره لترأس المكتب الإداري الجهوي بالعيون في الفترة 2007 ـ2011  والتي تميزت بالتحولات المتسارعة التي عرفتها المنطقة فكان التأسيس لتجربة متميزة جهويا سواء على صعيد الحماية أو نشر ثقافة حقوق الإنسان بالمجال الجغرافي الذي كان يمتد من طنطان للداخلة حيث لم يكل ولم يتعب في التنقل لمختلف الأقاليم لنشر وثائق المجلس ومؤطرا للمقاربة الحقوقية الجديدة ،وفي نفس الوقت كان عليه أن يتعامل مع تسوية مختلف الملفات العالقة حيث تحول مقر  المكتب الاداري للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان حينها لمكان اعتصام دائم ليل نهار للمعلقة ملفاتهم لمدة تجاوزت السنة دون أن يفكر يوما – كما يحكي المعتصمون أنفسهم – في استدعاء الأمن لإفراغ المقر ،بل بالعكس كان يرافع عن مختلف القضايا للرباط وقد تمكن من فك وحل العديد منها بفضل حسه التفاوضي الرفيع مع الجهات المسؤولة .

سنة 2008 ستعرف تجربة جديدة لمحمد سالم الشرقاوي حيث شارك كقائد شاب دولي في زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكملاحظ دولي في الانتخابات الرئاسية التي توجت باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة .

في سنة 2011 تمت إعادة هيكلة المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ليصبح مجلسا وطنيا حيث تم إحداث لجان جهوية لتطوير آليات اشتغاله ،فكان طبيعيا أن يتم تعيينه بظهير ملكي عضوا بالمجلس ورئيسا للجنة العيون حيث سيواصل عمله الدؤوب الذي بدأه من قبل .

ألف الرجل قول الحقيقة دون مساحيق حتى أصبحت من مميزاته، دون أقنعة ودون لغة خشب، يعبرعن مواقفه بكل تلقائية أمام الجميع مما يعطي لعمله مصداقية أكبر كانت نتائجها كبيرة ،ومن خلاصات لقاءاته المختلفة مع المسؤولين الأمميين الذين يزورون المنطقة ويطلعون على تجربة اللجنة أثناء زيارتهم لها أشاد مجلس الأمن مرات عدة بعمل المجلس الوطني لحقوق الانسان وجهوده في تكريس حقوق الانسان بالأقاليم الجنوبية، كما أن كل الوفود الأجنبية التي تزور العيون تطلع  على التجربة الجهوية المتميزة في مجال حقوق الانسان وكل التقارير كانت تشيد بالتراكم الذي حققته لجنة العيون على أرض الواقع .

مهاراته التفاوضية وجديته جعلته محط إجماع الجميع بالعيون، فكان طبيعيا أن يلجأ الجميع لتقديم شكايات للجنة حول ادعاءات بانتهاك حقوق الانسان ،ويتذكر الجميع كيف تدخل ونزع فتيل التوتر الذي وقع إبان زيارة المفوضية السامية لحقوق الانسان في ابريل 2015 في أحد أحياء العيون .

تصنف اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كأحد أبرز الفاعلين بجهة العيون الساقية الحمراء حيث  ضخت دينامية قوية في مختلف الاقاليم على مستوى تنظيم لقاءات تشاورية وأيام دراسية وتلقي شكايات فاقت ال1000 منذ إنشاءها ناهيك عن التدخلات الاستباقية والاتصالات المختلفة التي تكرس حقوق الانسان كرهان واستراتيجية للتنمية المستدامة ..

لذلك لامست اللجنة الجهوية منذ انطلاقتها  كل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية ففي مجال الملاحظة الانتخابية أطرت اللجنة مختلف الاستحقاقات الانتخابية لسنوات 2011 و2015 و 2016 واستقبلت مراقبين أجانب في انتخابات أكتوبر 2016 توزعوا على مختلف أقاليم الجهة .

تقوية القدرات والتكوين المستمر كان لها اهتمام خاص من الشرقاوي، إنه يعتبر الأمر رهانا استراتيجيا فتطوير المهارات هي المستقبل، لذلك فبحكم  استفادته من دورات تكوينية سابقة بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية سنة 2005 كانت تجربة تنظيم العديد من التكاوين التي توجت باستقبال معهد جنيف لحقوق الانسان لأول مرة بالعيون في خمس دورات  والمركز الجمهوري الديموقراطي وتجربة تكوين رجال الأمن بإيقاع احترافي بشراكة مع مؤسسات أخرى.

كما لامس ملف الهجرة من خلال عضوية ممثلي المجلس الوطني لحقوق الانسان الفعالة في اللجان الإقليمية للتسوية أو مختلف الأنشطة المنظمة و التدخلات المختلفة لزيارة المهاجرين الموقوفين في مختلف مراكز الإيواء وتقديم مساعدات لهم .

الفئات الهشة كان لها دور هام فقد خصت اللجنة المعاقين والنساء والطفولة المحرومة بعناية خاصة السجناء حاضرون دوما في أجندة الرجل من خلال مختلف الزيارات والتدخلات و تزويد السجن المحلي بمكتبة حقوقية ناهيك عن تنظيم دوريات لكرة القدم ودروس  الدعم والتقوية ...توجت بحصول بعض السجناء على شهادة الباكالوريا.

على طبع الانسان الصحراوي يتميز الرجل بإنسانية وتلقائية خاصة جعلته ينسج علاقات جيدة مع مختلف أطياف الحقل السياسي والحقوقي، لذلك كان طبيعيا أن يجتمع في مناسباته الخاصة ما تفرق في غيرها .

الشرقاوي حيوية بالفطرة، أفقه مفتوح لمستقبل قادم وجديد ،يضبط خريطة الصحراء جيدا اجتماعيا وحقوقيا وثقافيا ،ويتميز بالنظرة البعيدة المدى التي تتلمس الضوء دوما ولو في وسط العتمة ، مصداقيته جعلت مختلف المؤسسات والاطارات المحلية والجهوية والدولية تنظر إليه كشريك لتنفيذ العديد من المشاريع المشتركة، لذلك وفي سابقة بالمغرب تم اختياره كقائد شاب مستقبلي لمنتدى كرانس مونتانا الدولي 2015 ـ 2017  ومن موقعه ولوطنيته الخالصة استثمر المهمة للتعريف بالتجربة المغربية في الحقل الحقوقي خاصة التجربة المتميزة للمغرب في مجال الهجرة بكل من جنيف وبروكسل.

تطوير النقاش العمومي وترسيخ ثقافة الحوار والتواصل وتحفيز الفاعلين المدنيين على المساهمة في أوراش التنمية الوطنية والجهوية، نال نصيبا من انشغالات الرجل لذلك وفي سابقة في تجربة اللجان الجهوية لحقوق الانسان بالمغرب تمكن من تكريس عرف علمي جديد بالعيون يتجلى في الجامعة الموسمية لحقوق الانسان والقانون الدولي مع شركاء  وهم جهة العيون-بوجدور الساقية الحمراء وكلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس ووكالة الجنوب و مؤسسة فوسبوكراع وهو مشروع تم  الاعلان عنه يوم 16 ابريل 2016 بالعيون حيث نظمت الدورة الأولى في 22 دجنبر 2017  في محور المرافعة حول مغربية الصحراء والدورة الثانية في 1 يوليوز 2017.في محور الحقوق الاقتصادية  وستعرف العيون تنظيم الدورة الثالثة في محور الحقوق الثقافية يوم 12 دجنبر 2017 احتفالا بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان.