ثقافة وفن

وداعا أستاذنا الفذ عبد الله شقرون

أحداث أنفو السبت 18 نوفمبر 2017
Capture d’écran 2017-11-18 à 21.50.18
Capture d’écran 2017-11-18 à 21.50.18

AHDATH.INFO 

غادرنا إلى دار البقاء ليلة الأربعاء الماضي الخبير الإعلامي و المبدع الوديع المتواضع الودود و الكريم أستاذنا عبد الله شقرون الذي جمعتني معه الظروف في لجنة دعم الإنتاج الوطني السينمائي خلال سنتي 1999 و 2000 تحت رئاسة الأستاذ عمر أقلعي و الوزير السابق المرحوم عبد الرحيم الهاروشي.

و سبق له أيضا، بحكم اهتمامه و عشقه للميدان السينمائي، أن شارك بدراسة حول القيم في سينما البلدان العربية في الملتقى العلمي الذي انعقد على هامش مهرجان البندقية خلال شهر غشت 1997. تم تكريم الفقيد في عدة مناسبات ألقيت فيها كلمات و شهادات طيبة من طرف العديد من الشخصيات البارزة و الأساتذة الأجلاء أبرزوا فيها   القيمة المشرفة و المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها على المستوى الوطني و العربي و الدولي كمبدع و محاضر و مسؤول و خبير في مختلف المجالات المرتبطة بالإذاعة و التلفزيون و المسرح و حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و الدراسات و الأنشطة الثقافية و الإعلامية، إضافة إلى العشر سنوات التي قضاها في قيادة اتحاد إذاعات الدول العربية بالعاصمة التونسية .

و هو مسار مبهر فعلا و حافل بالعطاءات الأمر الذي جعل جلالة الملك محمد السادس يوشحه بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، و مما جعل المركز العربي للتدريب الإذاعي و التلفزيوني التابع في دمشق لاتحاد إذاعات الدول العربية   يطلق في سنة 1989   إسم عبد الله شقرون على إحدى قاعاته الرئيسية مع وضع اللوحة التذكارية المرتبطة بذلك، بل إن إسمه قد أطلق سابقا في عهد الملك المرحوم الحسن الثاني على إحدى الأزقة بإحدى المدن المغربية لم يكن يرغب أثناء حياته إطلاقا البوح بإسمها من باب التعفف و التواضع.

تم تكريمه رحمه بمدينة فاس من طرف جمعية فاس سايس و نادي خميس التراث برئاسة محمد عز العرب العمراني و بدعم من الدكتور السرغيني فارسي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كما كرم بمدينة الرباط من طرف جمعية فضاء لرعاية الأشخاص المسنين بالمغرب برئاسة السيد أحمد عديوي، و كرم بعد ذلك بمدينة طنجة من طرف المركز الدولي لدراسات الفرجة برئاسة الدكتور خالد أمين في إطار ندوة دولية حول موضوع "الوسائطية و الفرجة المسرحية".

تم تكريمه رحمه الله أيضا بمهرجان رمضانيات الدار البيضاء بمبادرة من مقاطعة سيدي بليوط و رئيسها الدكتور كمال الديساوي، و بدار الإذاعة الوطنية في برنامج "هادي ليلتنا" من إعداد و تقديم الحسين العمراني. تواصلت حفلات تكريمه بمدينة سلا من طرف جمعية أبي رقراق في عهد رئيسها السابق المرحوم محمد عواد، و بمراكش من طرف الباحث المقتدر في التراث الوطني المغربي (الملحون و الفولكلور) الأستاذ عبد الرحمان الملحوني و ابنه الباحث المقتدر آنس الملحوني و ذلك في إطار الملتقى الرابع لموسيقى التراث.

و بالقناة الثانية المغربية من طرف الإعلامي عتيق بن الشيكر في برنامج آخر كان يعده قبل برنامجه الحالي "مسار" ، و من طرف الإعلامي رشيد نيني بنفس القناة في برنامجه "نوستالجيا".

حظي بالتكريم أيضا من طرف المركز الثقافي المصري بالرباط في عهد مديره الدكتور عبد الرحيم صدقي، و من طرف المستشار الثقافي و العلمي و التعاوني لدى سفارة فرنسا بالرباط، و من طرف اتحاد كتاب المغرب في عهد رئيسه عبد الرفيع الجوهري.

سبق للأستاذ للمرحوم عبد الله شقرون الذي يعمل في صمت بعيدا عن الأضواء و البهرجة أن كتب ما لا يقل عن 500 مصنف تشخيصي بين تمثيليات و مسرحيات تم إخراجها في التلفزيون أو المسرح أو في الإذاعة،

و سبق له أن ألف و أصدر منذ سنة 1981 خمسة و خمسين   كتابا في مختلف المجالات الإعلامية و المسرحية و الفنية كان آخرها كتاب "رفقاء... و أصدقاء في الثقافة... و الإعلام" تفضل رحمه الله كما هي عادته بإرساله لي مرفقا بعبارات الود و المحبة و التقدير.

سبق له رحمه الله كذلك أن تفضل و كتب تقديما مشرفا للكتاب الذي ألفته سنة 2001 حول ميلاد السينما في العالم. سبق له أيضا رحمه الله أن ألف كتابا عن زوجته الفنانة الكبيرة جميلة بنعمر الملقبة من طرفه بأمينة رشيد، و الذي اعتبره بمثابة تكريم لهذه الفنانة الرائدة و الكبيرة و الكريمة و المقتدرة المتألقة في الإذاعة و المسرح و التلفزيون و السينما.

عاش هذا الهرم الفني و الإعلامي متواضعا عفيفا لبيبا و صادقا و كريما، رحمه الله و أدخله فسيح جناته و أحر التعازي إلى رفيقة دربه الفنانة المقتدرة و الكريمة أمينة رشيد، و إلى إبنيه و ابنته و أحفاده و أصهاره و كل الأهل و الأحباب و الأصدقاء و كل الفنانين و الإعلاميين و المثقفين من مختلف الأجيال الذين تعاملوا معه و أو تتلمذوا على يده ، و إنا لله و إليه راجعون.