بوابة الصحراء

عزلة النظام الجزائري

نوفل البعمري الجمعة 17 نوفمبر 2017
boutef2
boutef2

بالأمس احتفى النظام الجزائري، خاصة إعلامه الموالي له، بتصريحات لسفير كوريا الشمالية يعلن فيها عن وضع تجربة بلاده السياسية و الاستراتيجية رهن إشارة بوتفليقة و عسكره، و هي تجربة تؤكد أن النظامين يشبهان بعضهما البعض من حيث قمعهما لشعبهما، و قهره له، و ممارسة مختلف أشكال صنوف الاستبداد من أجل تسييد نمط حكم فردي، مطلق، حيث لا متنفس فيه الا للعسكر و حاشيته، و تابعيه ممن يريدون تسلق هرم الدولة و السلطة و الحزب" جبهة التحرير الوطني/الحزب الشيوعي بكوريا الشمالية".

إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الواقعة، ألم يعد هناك من حليف للجزائر و لنظامها غير نظام كوريا الشمالية الاستبدادي؟ فلا الصين و لا فرنسا و لا روسيا و لا أمريكا و غيرها من الدول لها نفس الاستعداد الذي أعلنت عنه كوريا الشمالية؟ ألهذا الحد اصبحت عزلة هذا النظام قاتلة له و تدفعه للتعلق بعنق نظام أقل ما يقال عنه أنه نظام " مجنون" تسبب في زلزال ببلده و خلف ضحايا و قتلى فقط تلبية لرغبة قائده في تجربة قنبلة نووية. و إعلان كوريا الشمالية هذا الذي لم يسبق لها أن أعلنته عنه في تعاطيها مع بلد آخر، يؤكد ان النظامين متشابهين، و أن ما كنا نقوله نحن في العديد من تحليلالتنا من كون النظام الجزائري لم يعد له مثيل الا في كوريا الشمالية لم يكن مزايدة، و لا فقط إطلاق الكلام دون تفكر فيه و في خلفياته، بل كان ينطلق من الواقع السياسي لنظام " الجارة" العسكري و ها هي هذه الواقعة تؤكد ذلك و تؤكد أن النموذج السياسي الذي انتهت إليه الجزائر لا هو تحرري و لا هو وطني، بل نموذج سياسي عسكري مستبد خانق لشعبه يستغل ثرواته من أجل افتعال الأزمات مع جيرانه كما يفعل نظام كوريا الشمالية مع جارته الجنوبية. ما أشبه النظامين.