عمر البوداني: البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية أداة لترسيخ الاندماج الاقتصادي والاجتماعي

ينخرط قطاع التجهيز والنقل في البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، وذلك عبر مشروع الطريق السريع تزنيت – العيون – الداخلة. في الحوار التالي يتطرق  عمر البوداني المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجيستيك والماء إلى  أهم  الرهانات والتحديات التي تسعى الوزارة إلى رفعها في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالعالم القروي وصيانة الشبكة الطرقية للأقاليم الجنوبية.

 عمر البوداني

المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء

• ما موقع قطاع التجهيز والنقل في البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ؟

يعتبر البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، أداة لترسيخ الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لهاته الأقاليم. وفي هذا الإطار، ينخرط قطاع التجهيز والنقل في إنجاح هذا النموذج التنموي الجديد عبر مشروع الطريق السريع تزنيت – العيون – الداخلة  و الذي يروم هيكلة الطريق الوطنية رقم واحد على طول 1055 كيلومترا بغلاف مالي إجمالي يقدر بحوالي 8,5 مليار درهم ويهدف إلى توفير محور طرقي بمواصفات دولية وسلامة عالية وتقليص المدة الزمنية للتنقل وتفادي الانقطاع بفعل الفيضانات والترمل وخفض تكاليف استغلال العربات وتحسين خدمات اللوجستيك للمسافرين والبضائع، و بالتالي، فهذا المشروع سيساهم  في تفعيل دينامية جديدة لتنمية هذه الجهة وتثمين مؤهلاتها و كذا دعم الاستثمار العمومي والخاص في جميع القطاعات.

• كيف يتم تدبير ملف نقل طلبة الاقاليم الجنوبية ؟  

تطبيقا لمقتضيات الاتفاقية الثلاثية بين وزارة التجهيز و النقل و وزارة الداخلية و وزارة المالية لسنة 2003 والتي تعتبر المرجع القانوني المنظم لعملية دعم الطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية بسندات سفر نحو مختلف الجامعات و المعاهد العمومية للمملكة، تم تحديد شروط الاستفادة لكل تلميذ ينحدر من الأقاليم الجنوبية و حاصل على شهادة الباكالوريا في إحدى الأقاليم الجنوبية، كما تم تحديد عدد السندات في ست رحلات ذهابا و إيابا سنويا، أي ما يعادل 12 سند سنويا.

و قد دأبت مديرية التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء ببوجدور على الإشراف على حسن سير هذه العملية و ذلك بإنشاء خلية لتدبير عملية توزيع السندات و دراسة ملفات الطلبة تحت إشراف اللجنة الإقليمية المكلفة  بهذه العملية. و في هذا الإطار و من أجل ترشيد توزيع السندات حرصت هذه المديرية على ألا يستفيد إلا من توفرت فيه الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية والمذكرات و على ضرورة حضور الطالب شخصيا و التأكد من متابعة دراسته رغم الإكراهات التي تعترض حسن سير هذه العملية من قبيل عدم تكاثف جميع الأطراف الموقعين للاتفاقية مثل وزارة التعليم العالي التي بإمكانها مدنا بمعلومات حول وضعية الطلبة. ومن أجل مراعاة ظروف الطلبة و حرصا منا على أن تكون الاستفادة شاملة، قررت هذه المديرية تمديد فترة اشتغال هذه الخلية إلى غاية 06/20 من السنة الدراسية.

احصائيات توزيع السندات لطلبة الاقاليم الجنوبية بإقليم بوجدور:

و تشير إحصائيات توزيع السندات للسنتين الفارطتين أن التدابير المعتمدة تسير نحو ترشيد هاته العملية و إلى حدود يومنا هذا، استقبلت هذه المديرية 2194 طالب، و تم توزيع 5146 سند لأن الطلبة إلى غاية هذا الشهر لهم الحق في الاستفادة بسند ذهاب و إياب و إمكانية الاستفادة من السند الثاني بوجود شهادة مدرسية تثبت تسجيلهم برسم السنة الجامعية 2018/2017.

• أين وصل برنامج فك العزلة عن العالم القروي بالأقاليم الجنوبية ؟

ترتبط التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالعالم القروي بفك العزلة وتعزيز البنيات التحيّـة وفتح قنوات الربط مع وجهات متعددة بما يحقق شروط الاستجابة للحاجيات الضرورية لساكنة هاته المناطق، وتعد صيانة الشبكة الطرقية الرهان الحقيقي لهذا التحدي. و في هذا السياق، ادرجت وزارة التجهيز و النقل واللوجستيك و الماء الطرق القروية ضمن لائحة الاستثمارات ذات الأولوية والمكملة للمشاريع الكبرى للمملكة  بإعطائها الانطلاقة للبرنامج الوطني لفك العزلة عن العالم القروي عبر مراحله الثلاث.

إحصائيات البرنامج الوطني لفك العزلة عن العالم القروي بإقليم بوجدور:

ويتم تمويل هذا البرنامج بشراكة مع الجماعات المحلية و وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك و الماء. ومن أجل رصد الاعتمادات اللازمة لهذا البرنامج، تم إنشاء صندوق التمويل الطرقي سنة 2004، ويقوم هذا الصندوق بتعاقدات قروض من لدن شركاء وطنيين ودوليين تساهم في تمويل الأشغال، و من بين هاته التعاقدات اتفاقية الشراكة الموقعة بين المجلس الاقليمي لبوجدور و وزارة التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء المتعلقة بالطريق الإقليمية رقم 1402 و العابرة لنفوذ الجماعتين الترابيتين الجرايفية و كلتة زمور، بالإضافة إلى برمجة اتفاقية شراكة مع جهة العيون الساقية الحمراء لمجموعة من الطرق تدخل ضمن فك العزلة عن ساكنة الجماعة الترابية لكلتة زمور.

• ماهي ابرز البرامج التي تشتغل عليها مديرية التجهيز والنقل و اللوجستيك و الماء حاليا (سنة 2017) ؟

يتوفر اقليم بوجدور على شبكة طرقية مصنفة طولها 848 كلم منها 399 كلم معبدة ((47%، و قد انصبت جل جهود المديرية على صيانة و إصلاح الشبكة الطرقية بالإقليم، و من ماهي ابرز البرامج التي تشتغل عليها المديرية لسنة 2017 نشمل بالذكر :

• مجال صيانة الشبكة الطرقية:

المشاريع في طور الانجاز في اطار الاتفاقية الموقعة امام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و التي تخص مشروع الطريق السريع:

المشاريع في طور الانجاز في اطار الاتفاقية الموقعة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء و المجلس الإقليمي لبوجدور:

• مجال إصلاح الشبكة الطرقية بالإقليم:

• بناء مقر المديرية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء:

تشرف المديرية الإقليمية على بناء المقر الجديد للمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء في غضون  12 شهرا بكلفة 11 مليون درهم  .هذا المشروع يأتي في اطار تعزيز حضور هذا القطاع  بالإقليم و تطوير و تقوية البنيات التحتية للإدارة مما سينعكس بالإيجاب على الخدمات المقدمة للمرتفقين و كذلك تحسين ظروف عمل الموظفين دون ان ننسى الطابع الجمالي للبناية الذي ستضفيه على المدينة.

• المشاريع والاستثمارات المستقبلية للقطاع سواء على المدى القريب او المتوسط؟

تعد المجهودات المبذولة على مستوى الطرق بالأقاليم الجنوبية، خاصة اقليم بوجدور، جهودا كبيرة حيث يتم إنجاز وإنجاح مجموعة من الأوراش في الفترة الأخيرة و كذا تعبئة الموارد لبرمجة مشاريع اخرى، و نخص بالذكر:

• مجال صيانة الشبكة الطرقية:

المشاريع المبرمجة في اطار الاتفاقية الموقعة أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و التي تخص مشروع الطريق السريع :

• الدراسات التقنية:

• مأوى الصيد بأفتيسات:

في انتظار المصادقة على الاتفاقية المبرمة بين وزارة التجهيز والنقل و اللوجستيك و الماء والتي ستساهم بعشرة ملايين درهم وجهة العيون الساقية الحمراء٬ المساهمة بسبعة ملايين درهم٬ وذلك من أجل انجاز الدراسات الجيوتقنية للمشروع، في انتظار تحديد التكلفة الإجمالية للأشغال و التي سيتم من خلالها إبرام اتفاقية تشمل مجموعة من الشركاء.

• كلمة اخيرة ؟

ما يمكن ان اختم به هذا الحوار هو أننا سنعمل جاهدين على الاستمرار في السياسة المولوية التي تعطي اهتماما خاصا لإقليم التحدي ، و لا يفوتني في الأخير توجيه رسالة شكر الى السلطات المحلية والمؤسسات المنتخبة من مجالس جماعية  ومجتمع مدني و رجال الإعلام عامة ولمنبركم المحترم خاصة على هذا الحوار و أحيطكم علما أني رهن الإشارة للإجابة على مختلف الإشكاليات الراهنة و المستقبلية للرفع من تنافسية القطاع.