السياسة

المغرب بريء من دماء برشلونة وهاته هي الجهات المسؤولة

محمد أبويهدة الجمعة 25 أغسطس 2017
directo-atentados-barcelona-y-cambrils-la-hermana-de-los-hermanos-oukabir-pide-perdon-y-dice-temer-por-su-vida
directo-atentados-barcelona-y-cambrils-la-hermana-de-los-hermanos-oukabir-pide-perdon-y-dice-temer-por-su-vida

AHDATH.INFO

في محاولة لإبعاد التوتر عنها، حاولت أطراف داخل بعض الأجهزة الأمنية الإسبانية توجيه اتهامات إلى المغرب وأجهزته الأمنية تحمله المسؤولية في أحداث برشلونة الإرهابية بحجة أن المتهمين والمنفذين كلهم مغاربة.

وتحاول الأجهزة الأمنية الخروج من دائرة تبادل اللوم فيما بينها، لاسيما بعد الانتقادات القوية التي وجهتها لها وسائل الإعلام المحلية، ساعية بذلك إلى تغيير اتجاهها نحو المغرب.

وكانت وسائل الإعلام الإسبانية قد اتهمت شرطة كاتالونيا بسبب التقاعس عن التحقيق بشكل ملائم في أمر الإمام المغربي عبد الباقي السطي، الذي صدر قرار بطرده السنة الماضية بعد عقوبة سجنية قبل استدراكه من طرف قاض إسباني، وهو ما فجر تبادل الاتهامات بين السلطات المركزية في مدريد والمسؤولين عن إقليم كاتالونيا. ولتبديد هذا الصراع سارعت أطراف أمنية إلى نقله خارج إسبانيا، وذلك بتوجيه الاتهام للسلطات المغربية.

ويعتبر عبد الباقي السطي العقل المدبر للعمليات الإرهابية، الذي استقطب الشبان المغاربة ومن حاملي الجنسية الإسبانية لتنفيذ الاعتداءات، بعد وضع مخطط كبير لاستهداف العديد من المواقع الإسبانية.

وبالرجوع إلى المتهمين الاثني عشر المتورطين في اعتداءات برشلونة يتضح أنهم جميعا رحلوا إلى إسبانيا في سن الطفولة بل منهم من ولد هناك، وبالتالي فإن توريط السلطات المغربية في العملية لم يكن سوى تكتيكا من لدن بعض الجهات الأمنية الإسبانية لإبعاد تهمة التقاعس عنها.

وحسب معطيات مؤكدة، فإن الحسين أبو يعقوب، البالغ من العمر 22 سنة، والذي قتلته الشرطة والمتهم بسياقة السيارة التي دهست 13 شخصا، قد حل بإسبانيا عندما كان سنه أربع سنوات، وفي نفس السن تقريبا هاجر الأخوان عمر ومحمد الهاشمي (6 سنوات)، أما الإخوة محمد وسعيد ويوسف علا، فقد حلوا بإسبانيا في سن تتراوح ما بين 8 و11 سنة، ولم يتجاوز سن محمد الشملال الستة أشهر عندما سافرت به عائلته إلى إسبانيا أي أنه كان مايزال رضيعا، في حين كان سن إدريس أوكابير 7 سنوات، أما شقيقه موسى، فقد ولد في يربولي بخيرونا.

وتؤكد هذه المعطيات أن كل المتهمين تمت تنشئتهم بإسبانيا وتلقوا تعليمهم بالمدارس الإسبانية، علما أن بيوتهم كانت ملتصقة ببعضها البعض أي أنهم كانوا يشكلون مجتمعا داخل المجتمع الإسباني، وهو دليل قاطع على فشل سياسة الاندماج الخاصة بالمهاجرين، التي لم تستطع أن تنجح في المتابعة الاجتماعية لهؤلاء الشبان من حيث التكوين والتشغيل. كما أن عملية الاستقطاب وتجنيد هؤلاء الشبان تمت على التراب الإسباني، وهو دليل على النشاط المكثف لشبكات التطرف التي تعمل على استقطاب أفرادها بكل حرية.

وبالنسبة للإمام عبد الباقي السطي، الذي يعتبر المخطط الرئيس للاعتداءات، فقد غادر المغرب سنة 2000، وكان متابعا في ملف خاص بالاتجار في المخدرات، قبل أن يصبح إمام لمسجد على التراب الإسباني، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الجهة التي كانت وراء تعيينه إماما للمسجد وعن عدم التواصل بالسلطات المغربية المختصة بالشأن الديني.

غياب التواصل في هذا المجال من لدن السلطات الإسبانية، يحيل مباشرة على المنظومة التي تتبعها هذه السلطات التي تعول كثيرا على العمليات الأمنية وتطلب خلالها الدعم المغربي في حين لا تهتم بالاستراتيجية الكاملة، التي يعتمدها المغرب التي لا تتوقف في حدود المقاربة الأمنية بل أيضا تضم المقاربة الدينية والاجتماعية..