السياسة

من هو الشخص الوحيد الذي لم يجرؤ ترامب قط على انتقاده؟!

مجيد حشادي السبت 12 أغسطس 2017
no image

AHDATH.INFO

منذ وصوله إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة مطلع العام الجاري، دائماً ما ينتقد ويهاجم الرئيس الأميركي سياسيين وصحفيين كثراً في أميركا وخارجها، وحتى دول ومؤسسات أيضاً يكيل لها ترامب الهجوم إلا شخص واحد لم يجرؤ الرئيس الأميركي على مناكفته، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قالت في تقرير نشر اليوم السبت، إنه منذ خوض ترامب غمار الحياة السياسية، تجد واشنطن صعوبةً في فهم أسباب انجذابه الغريب لرجل الكرملين القوي.

وبحسب الصحيفة الأميركية تصميم الرئيس على تجنب التفوه بأي شيء ضد بوتين أو حتى انتقاده من بعيد بات واضحاً للعيان يوم الخميس الماضي، 10 غشت، عندما تصبب عرقاً بعد سؤاله عن رأيه في قرار الرئيس الروسي الذي طالب السفارة الأميركية بخفض عدد موظفيها بحوالي النصف. وبدلاً من الاعتراض، عبَّر ترامب عن امتنانه.

وقال ترامب للمراسلين في نادي الغولف الخاص به في بلدة بدمينستر: "أريد أن أشكره لأننا كنا نحاول خفض حجم رواتب الموظفين. من وجهة نظري، أنا ممتن لأنه طالب بمغادرة العديد من الأشخاص، إذ أصبحنا ندفع رواتب لعددٍ أقل من الموظفين. ليس هناك مبررٌ لعودتهم. أشعر بالعرفان لحقيقة أنهم تمكنوا من خفض عدد موظفينا من أجل الولايات المتحدة، إذ سنوفر الكثير من المال".

وافترض كثيرون على موقع تويتر أن هذا الاقتباس مأخوذٌ عن الصحيفة الساخرة "ذي أونيون"، والتي تنشر أخباراً مستوحاة من عناوين الصحف، تسخر خلالها من الرؤساء والسياسيين عن طريق المبالغة في تقليد سماتهم المعروفة. لكن حتى هذه الصحيفة المُتمرِّسة في السخرية وجدت صعوبةً في مجاراة أحداث اليوم المُحيرة.

ودائماً ما ينكر ترامب بشدةٍ وجود أي تآمر بين فريقه وروسيا خلال حملته الانتخابية. رغم وجود رسالةٌ إلكترونية أُرسلت إلى ابنه خلال الصيف الماضي للترتيب لاجتماعٍ مع محامية روسية لديها علاقات بالكرملين، أن الزيارة كانت "ضمن جهود روسيا وحكومتها لدعم ترامب".

وقال بعض خبراء السياسة الخارجية إنه حتى وإن لم يكن هناك تعاونٌ غير ملائم بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، ربما يكون الرئيس وفريقه يخففون حدة انتقادهم لبوتين على أمل إبرام صفقةٍ كبيرة معه بشأن سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال أندرو فايس، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون في الملف الروسي، والذي يعمل حالياً لدى مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إن عزوف ترامب المستمر عن النطق بأي كلمةٍ تنتقد بوتين أمرٌ مُحيِّر. يواصل ترامب تعلُّقه بهذه الفكرة"، مشيراً إلى التعاون مع موسكو في ملفي الشرق الأوسط والصين والذي يعتبره عنصراً حيوياً في إستراتيجية سياسات ترامب الخارجية.

وأضاف: "للأسف، تعد هذه الطريقة غير فعَّالة ولا أساس لها من الصحة للتفكير بشأن العالم، ناهيك عن بإدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة".