إحداث قناة برلمانية.. إكراهات الأعرج الدستورية

AHDATH INFO-

أعلن وزير الثقافة والاتصال زوال أمس الأربعاء بالرباط، في ندوة عقدتها جمعية "سمسم- مشاركة مواطنة" حول موضوع "الإعلام البرلماني في المغرب: أية آفاق لإطلاق قناة برلمانية؟" عن مصادقة مجلس النواب أول أمس الثلاثاء ضمن نظامه الداخلي على إطلاق قناة برلمانية.

وتحدث الوزير عن دوافعه للمشاركة في ندوة مماثلة، والمتجسدة أولا في ارتباطه بالعمل البرلماني على امتداد ثلاث ولايات ثم مسؤوليته الوزارية على رأس قطاع الثقافة والاتصال وأخيرا صورة البرلمان في المشهد الإعلامي المغربي ودور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الديمقراطية والتعبير عن ضمير الأمة..

وفي معرض حديثه عن الإعلام البرلماني، لفت وزير الثقافة والإعلام إلى أن طبيعة هذا الموضوع قديمة جديدة وأن الفكرة تراوح مكانها رغم أن النظام الداخلي للبرلمان نص عليه، ومشيرا أن العديد من الدول الأوروبية سبقت المغرب في هذا المجال وعلى رأسها المملكة المتحدة التي تعتبر رائدة في هذا الباب..

وأكد محمد الأعرج على ضرورة تأطير هذا الإعلام بالعديد من المرتكزات الدستورية والقانونية.. وهنا، يقول الأعرج، "تواجهنا مجموعة من الإكراهات في ما يتعلق بإحداث قناة برلمانية، أهمها إشكالية النقل المباشر من قبل قناة برلمانية  لأشغال اللجان النيابية التي تنص المقتضيات الدستورية  على سريتها".. متسائلا عن كيفية انفتاح الإعلام البرلماني على النخب السياسية والثقافية في المغرب، والذي لن يتأتى- حسب الوزير- سوى من خلال تقديم برامج تتعلق بحقوق الإنسان وبالديمقراطية وبالتعددية السياسية، مشيرا في السياق ذاته إلى ضرورة تنظيم استطلاع رأي مغربي حول المشهد الإعلامي حاليا قبل الشروع في تجربة الإعلام البرلماني وإطلاق قناة برلمانية..

وارتباطا بالندوة ذاتها، ربط مجموع المتدخلين في الندوة وهم فتيحة سداس والحسين أزوكاغ وعبد المجيد الفاسي وابتسام العزاوي وفاطمة الزهراء برسات والصحفي رشيد  البلغيثي وحنان أزريح عن المرصد المغربي للعمل البرلماني، إحداث قناة برلمانية بضرورة تعديل الفصل الذي ينص على سرية أشغال اللجان النيابية على اعتبار أنه لا يشكل عائقا حقيقا لدخول المغرب تجربة الإعلام البرلماني، وفق ما أكد عليه الوزير محمد الأعرج..

وأشار المتدخلون على أن إحداث قناة برلمانية سيساهم حتما في إزالة اللبس الحاصل لدى المواطن المغربي في العديد من المفاهيم المرتبطة بالحياة السياسية وبالمنتخبين الذين اختارهم ومنحهم أصواته على غرار الخلط الحاصل بين المنتخب البرلماني والجماعي...معتبرين أن هذه القناة تعد آلية لتثبيت الديمقراطية وأداة لنشر المعلومة، مسطرين على ضرورة استقلاليتها المادية مع ضروة تجسديها للتعددية السياسية واللغوية التي يتوفر عليها المغرب..